أُقيمت مؤخرًا جلسة جديدة من صالون مدير التصوير سعيد شيمي، والذي تستضيفه الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، وخصصت هذه الدورة لتكريم واحتفاء خاص بالمخرج الراحل عاطف الطيب، تحت عنوان “رفيق رحلة الطيب”، بحضور جماهيري لافت ضم سينمائيين ونقادًا وشبابًا من مختلف الأعمار، جاء بعضهم من محافظات خصيصًا للمشاركة في اللقاء.
استعاد شيمي خلال الصالون ذكرياته الحافلة مع الطيب، زميله في معهد السينما، مؤكدًا أنه أدرك منذ أول فيلم جمعهما (الغيرة القاتلة) أنه أمام مخرج مميز، رغم الهجوم الذي تعرض له الفيلم في بدايته. وأوضح أن المخرج محمد خان رشّح الطيب لاحقًا لإخراج فيلم بعنوان حطمت قيودي، والذي تحول فيما بعد إلى سواق الأتوبيس، وأصبح من علامات السينما المصرية.
وسلط شيمي الضوء على إنسانية الطيب في التعامل مع فريق العمل، وروى موقفًا مؤثرًا من فيلم الغيرة القاتلة حين استعان بعامل كلاكيت مسن، فكان عاطف يؤدي عمل الكلاكيت بنفسه بدلًا منه، دون أن يخصم من أجره شيئًا. كما أصر على صرف أجور الفنيين والعمال عن أربعة أسابيع كاملة، رغم أن التصوير انتهى خلال ثلاثة أسابيع ونصف، تقديرًا لجهدهم.
وتناول اللقاء أيضًا بداية مرض الطيب أثناء تصوير ملف في الآداب، وحرصه على إخفاء الخبر حتى يستمر في العمل، حيث كان يصور لفترات تصل إلى 16 و18 ساعة يوميًا، متحديًا ظروفه الصحية. كما أشار شيمي إلى غضب الطيب عند حذف نهاية فيلم البريء بأوامر رقابية، في واقعة شهدت تدخل وزيري الثقافة والداخلية معًا.
يُذكر أن سعيد شيمي قد أصدر كتابًا توثيقيًا بعنوان “أفلامي مع عاطف الطيب”، تناول فيه رحلتهما الفنية والإنسانية معًا، ويمثل مرجعًا مهمًا للباحثين ومحبي السينما الواقعية المصرية