شهدت القمة المصرية القطرية، في الدوحة اليوم، بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد، تناول العديد من القضايا من أبرزها القضية الفلسطينية، حيث شدّد الجانبان على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وأكدا موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة.
وجدّد الطرفان دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، وأعربا عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولي بهذا الشأن تستضيفه جمهورية مصر العربية في القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في القطاع.
التنسيق المصري القطري لوقف إطلاق النار في غزة
ويقول الدكتور محمد مرعي، الخبير في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر، تأتي في إطار جولة خليجية تشمل قطر والكويت، مضيفا أن الزيارة إلى قطر تحمل مجموعة من الدلالات والأهداف الهامة، أولا على المستوى الثنائي والعلاقات بين البلدين والتي كانت قد مرت في سنوات مضت بشكل من أشكال التوترات، والآن أصبحت على مستوى متميز وهناك تنسيق وتعاون مصري قطري في مختلف المجالات على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي بشكل واسع.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز التنسيق والتعاون المصري القطري، وخاصة أن الدوحة شريك لمصر في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة، والوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية بما يهدف في النهاية إلى الوصول إلى اتفاق ينهي معاناة أكثر من 2 مليون فلسطيني داخل قطاع غزة، يتعرضون منذ أكثر من عام ونصف إلى عدوان غاشم وإبادة جماعية وانتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية.
وأكد أن مصر وقطر يستهدفان التنسيق، وأي عمل عربي مشترك على مستوى ثنائي أو على مستوى جماعي، مهم في اللحظة الراهنة التي يتعرض فيها الأمن القومي العربي والمصالح العربية لمجموعة من المخاطر والتحديات، مشددا على أن قطر وبقية دول الخليج العربي والدول العربية داعمون بقوة للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير السكان من أرضهم.
وأشار إلى أن قطر شريك أساسي لمصر في مفاوضات وقف إطلاق النار والوساطة، لذلك تكتسب الزيارة الراهنة دلالات مهمة، حيث تأتي في ضوء محاولة الإعلام الإسرائيلي الوقيعة بين الأطراف العربية وبعضها البعض، وخاصة بين مصر وقطر، فالرئيس السيسي يؤكد تماسك الموقف المصري القطري خاصة والموقف المصري العربي بشكل عام.
ولفت إلى أن الزيارة شملت لقاء الرئيس السيسي مع المستثمرين القطريين في مختلف القطاعات سواء الزراعة والاستثمار والبنية التحتية، بما يهدف إلى تعميق العلاقات المصرية القطرية، مضيفا أنه سيعقب الزيارة زيارة لدولة شقيقة وهي الكويت، والتي تكتسب أهمية في العمل العربي المشترك، وهي أيضا داعمة لكل التحركات المصرية والقطرية والتي من شأنها وقف الحرب في غزة، ودعم الخطة المصرية فيما يتعلق باليوم التالي لإعادة إعمار غزة، دون تهجير أهالي غزة من أرضهم.
تنسيق لوقف إطلاق النار
ومن جانبه، قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إن التنسيق المصري القطري، من خلال زيارة الرئيس السيسي للدوحة والبيان المشترك بين الجانبين، يؤكد عدة عوامل أولها عدم السماح لأي محاولات للوقيعة بين البلدين أو تفتيت الصفوف والتلاحم المصري القطري تجاه ما يحدث في غزة، مضيفا أن التنسيق الجاري بين الجانبين يستهدف أيضا الاستعداد للقمة المرتقبة في المملكة العربية السعودية بشأن حل الدولتين.
وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة تستهدف تنسيق الجهود وتبادل المعلومات والمستجدات خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، الأسبوع الماضي، والتي شهدت زخما كبيرا، وأعلن ماكرون عن عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية في يونيو المقبل.
ولفت إلى أن إسرائيل تستخدم القوة في غزة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، كنوع من فرض الواقع، وتجد الفرص التي تحاول لنفسها تبرير هذه الممارسات والانتهاكات بذرائع مختلفة ومنها استمرار حماس في السلطة، مشددا على أن الجهود المصرية والمفاوضات بالتنسيق مع قطر، تستهدف التأكيد على حل الدولتين ووقف إطلاق النار في غزة.
وشدد على أن الضغط على إسرائيل يتطلب استخدام قوة مناظرة أو أساليب الردع، وهو أمر لم يتحقق بعده حيث يواصل الاحتلال استخدام القوة الغاشمة في قطاع غزة دون توقف، حيث يستغل اليمين المتطرف ذريعة حركة حماس في غزة لاستمرار الإبادة غزة بهدف استكمال ما حققه خلال عام ونصف من الحرب وتحقيق أهدافه المزعومة.