دعا ممثل منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وقطاع غزة ريك بيبركورن، إلى ضرورة رفع الحصار المفروض على المساعدات المرسلة إلى قطاع غزة والاستئناف الفوري للإجلاء الطبي بجميع الطرق الممكنة حيث ينتظر آلاف المرضى.
وقال بيبر كورن، في تصريح اليوم الإثنين، إن القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي في مدينة غزة، أدى إلى زيادة الضغط على المرافق الصحية المتبقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تفرض السلطات الإسرائيلية قيوداً مشددة على إيصال المساعدات وحركة العاملين في المجال الإنساني.
واستعرض بيبركورن، الظروف المزرية التي شاهدها في مستشفى الأهلي قبل الهجوم، والقيود الصارمة على الحركة التي تمنع إجلاء الآلاف لتلقي العلاج خارج غزة، قائلا :" كنت في قطاع غزة قبل بضعة أسابيع، وخرجت منها في أوائل الشهر الماضي، قبيل بدء حصار المساعدات وتجدد الهجمات".
وأضاف "عندما كنت هناك، خلال وقف إطلاق النار، كنا ننظم حملات تطعيم ضد شلل الأطفال وعمليات إجلاء طبي، وقمنا بتخزين الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية، وكانت هذه أيضا المرة الوحيدة التي توافرت فيها مخزونات غذائية كافية في غزة".
وتابع :" كان هناك بصيص أمل وسط كل هذا البؤس، الأماكن التي زرتها من قبل، مثل رفح في الجنوب، أو جباليا في الشمال، كانت أرضا قاحلة مدمرة تمامًا، لكن الناس، بمن فيهم موظفونا، كانوا يعودون إلى منازلهم، ويحاولون إصلاح منازلهم المدمرة أو بناء مخيمات مؤقتة، ورأينا الأنشطة التجارية تستأنف نشاطها، وخيارات الطعام متاحة".
واستطرد بيبركورن قائلا:" ولكن بعد ذلك، ومع الحصار، فإن الطعام والماء والأدوية الأساسية بدأت تنفد بسرعة كبيرة، وعلى الرغم من تخزين المؤن خلال وقف إطلاق النار، نعاني الآن من نقص حاد في الإمدادات، ويصعب إبقاء المستشفيات مفتوحة حتى بشكل جزئي"، منبها إلى نفاذ المخزون من الحليب العلاجي، والمضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الشديدة، ومسكنات آلام الصدمات، والأنسولين، وقطع غيار سيارات الإسعاف، وأسطوانات الأكسجين، وغيرها.
وتابع : "قبل يومين من الهجوم على مستشفى الأهلي، أخبرنا أخصائي طبي هناك أن المستشفى كانت مكتظة بالفعل، لأنه أحد المستشفيات الرئيسية في الشمال لأولئك الذين يعانون من إصابات خطيرة تهدد حياتهم، وأنهم اضطروا لإجراء عمليات جراحية في ظروف تعقيم مشكوك فيها، وبسبب نقص المعدات، قد تستغرق العمليات الجراحية ساعات، مما يزيد من خطر الإعاقة الدائمة أو البتر".
وشدد على ضرورة رفع الحصار المفروض على المساعدات، والعودة إلى ترتيب يسمح بتوفير ممرات إنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة، دون منع أو تأخير دخولها، مضيفا "حتى في ظل الحرب، يجب السماح بدخول الإمدادات الإنسانية، ويجب أن يتمكن عمال الإغاثة من أداء عملهم".
وقال بيبركورن :" تحدثت اليوم مع قادة فريقي في قطاع غزة، الذين زاروا مستشفى الشفاء، الذي يُعد الآن المركز الرئيسي للجراحة في الشمال، حيث يعاني من ضغط شديد ونقص الدعم"، مشيرا إلى أنه يتم دراسة إمكانية نقل بعض المرضى من الشفاء إلى الجنوب، لكن الوضع معقد.
وأضاف أنه لم يتمكن سوى عدد قليل جدا من المرضى من مغادرة قطاع غزة لتلقي الرعاية العاجلة التي هم في أمّس الحاجة إليها، مشيرا إلى أن ما يصل إلى 12,000 مريض بحاجة إلى إجلاء طبي، ولكن منذ بدء الحصار، لم نتمكن من إجلاء سوى 121 شخصًا، من بينهم 73 طفلًا، مجددا الدعوة إلى ضرورة الاستئناف الفوري للإجلاء الطبي بجميع الطرق الممكنة وأن يتم ذلك الآن.