الجمعة 9 مايو 2025

ثقافة

ديوان العرب| عِندَ ظِباءِ الرَملِ أَو عينِهِ.. قصيدة البحتري

  • 16-4-2025 | 15:47

البحتري

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «عِندَ ظِباءِ الرَملِ أَو عينِهِ» للشاعر البحتري، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف «البحتري» بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة «عِندَ ظِباءِ الرَملِ أَو عينِهِ».

تعتبر قصيدة «عِندَ ظِباءِ الرَملِ أَو عينِهِ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 21 بيتًا، تميز شعره بالإيقاع الهادي، والوضوح الشعري، والابتعاد عن التعقيد المبتذل.

وإليكم القصيدة «عِندَ ظِباءِ الرَملِ أَو عينِهِۚ»
عِندَ ظِباءِ الرَملِ أَو عينِهِ
قَلبُ مَشوقِ القَلبِ مَخزونِهِ
يُهَوِّنُ الهَجرَ خِلِيٌّ وَلَو
يَعشَقُ ما قالَ بِتَهوينِهِ
وَالشَوقُ مَصروفٌ إِلى شادٍ
مُختَلِفٍ بَحرُ أَفانينِهِ
لَوَّنَ مِن أَخلاقِهِ وَالهَوى
فيهِ عَلى كَثرَةِ تَلوينِهِ
حَسَّنَهُ باريهِ إِذ صاغَهُ
مِن فِتنَةٍ أَعجَبَ تَحسينِهِ
إِن تَتَعَجَّب فَلِأَبكارِ ما
يَأتي بِهِ دَهرُكَ أَو عونِهِ
يَستَنزِلُ المَرءَ عَلى هَونِهِ
عَن حُكمِهِ فيهِ عَلى هونِهِ
أَبو عَلِيٍّ خَيرُ مَن يُرتَجى
في شِدَّةِ الدَهرِ وَفي لينِهِ
تاجِرُ مَدحٍ يَصطَفيهِ عَلى
تَقويمِهِ الحَمدَ وَتَثمينِهِ
يُقَصِّرُ القَومُ وَهُم عُصبَةٌ
عَن جَزرِ ما يولي وَتَخمينِه
وَما وَصيفٌ يَومَ وَصفي لَهُ
بِخامِلِ الذِكرِ وَلا دونِهِ
يَعتَمِدُ السُلطانَ مِنهُ عَلى
مُبارِكِ الطائِرِ مَيمونِهِ
مُظَفَّرٍ في الحَربِ ما سِرُّها
بِظاهِرٍ عَن حَظرِ تَحصينِهِ
عَهدٌ مِنَ السَيفِ عَلى خَدِّهِ
مُجاوِرٌ مارِنَ عِرنينِهِ
إِن شانَ قَوماً ضَربُ أَقفائِهِم
شَرَّفَهُ الضَربُ بِتَزيِينِهِ
نَستَمتِعُ اللَهَ بِأَيّامِهِ
وَعِزِّهِ فينا وَتَمكينِه
وَليَفدِهِ مِن كُلِّ ما يُختَشى
كُلُّ مَصونِ المالِ مَخزونِهِ
تُراكَ مُعدِيَّ عَلى ظالِمٍ
ضَعيفِ عَقدِ الرَأيِ مَأفونِهِ
لَم تَدَعِ الأُبنَةُ في عِرضِهِ
بَقِيَّةً تُرجى وَلا دينِهِ
ما انزَجَرَ الصِبيانُ عَن نَيكِهِ
لِلطولِ مِن ظاهِرِ عُثنونِهِ
فَضائِحٌ إِن يَلتَمِس غَسلَها
لا يَنقَ مِنها غِشُّ صابونِه

الاكثر قراءة