قال السفير حسين هريدي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ ولايته الأولى في عام 2019، كان مصرا على سحب القوات الأمريكية من الداخل السوري، معقبًا: "ولكن وقتها رفض هذا الطلب من جانب وزير الدفاع، فضلا عن أن هذا الانسحاب كان بالتنسيق مع الجانب التركي".
وأضاف هريدي، في تصريح لبوابة "دار الهلال" أنه من أحد أهم أسباب اتخاذ هذا القرار في التوقيت الحالي، أنه لا يوجد أي خطورة من النظام السوري على أمن إسرائيل خاصة وأن النظام السوري الحالي لا يعمل ضد المصالح الأمريكية، بل هو نظام يعمل لصالح الأتراك.
وأشار إلى أنه من المتوقع سحب تلك القوات من الجانب الأمريكية لأجل دخول اليمن مستقبلا فضلا عن تدعيم القوات الأمريكية في حال التدخل في اليمن بريا.
انسحاب "القوات الأمريكية" من الأراضي السورية للمرة الثانية
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي في طريقه إلى دمج كافة القوات المتواجدة في العمق السوري، لأجل بداية تقليص الأعداد إلى النصف، فضلا عن أن أحد المسؤولين الأمريكيين قد تحدث عن أن عدد القوات الأمريكية من المحتمل أن تتقلص إلى النصف تقريبا، وأضافت: أن القوات الأمريكية تستعد خلال الأسابيع والأشهر المقبلة للانسحاب تدريجيا.
وتحدث مسؤول أمريكي رفيع المستوى، أنه لا يوجد يقين حتى هذه اللحظة بشأن الأعداد المقترح انسحابها خلال الفترة المقبلة، إذ أن الجيش الأمريكي يمتلك قرابة ألفي جندي موزعين على عدد من القواعد العسكرية، معظمها يرتكز في الشمال الشرقي.
خوف إسرائيلي من تصاعد النفوذ التركي بسوريا مع انسحاب القوات الأمريكية
قالت يديعوت احرونوت، أن مسؤولين أمريكيين، قد قاموا بإبلاغ الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من الداخل السوري في خلال الشهرين المقبلين، وعلى جانب أخر، يضغط في الوقت الحالي، مسؤولين عسكريين إسرائيليين على الإدارة الأمريكية الحالية لتأجيل انسحابها.
وأضافت الصحيفة: أن إسرائيل في الوقت الحالي تخشى من تنامي قوة الجيش التركي وسيطرته على مزيد من الأراضي السورية، وأن ذلك سيكون نتيجة حتمية ومتوقعة للانسحاب الأمريكي، فقد شهدت الفترة الأخيرة، توغل القوات الإسرائيلية داخل الحدود السورية، معللة عدم فرض النظام في سوريا، فضلا عن كبح جماح الجانب التركي داخل أراضي دمشق، خاصة على الجنوب من الحدود من إسرائيل.
بداية التواجد الأمريكي بالأراضي السورية
ويذكر أن التواجد العسكري الأمريكي بدأ في شمال وشرق سوريا بشكل فعلي في عام 2015، رغم أن الضربات الجوية كانت قد بدأت قبل ذلك بأشهر، وقد تمركزت القوات الأمريكية في مناطق تضم ثروات نفطية هامة مثل: الحسكة ودير الزور، وبدأ بدعم الأكراد تدريجيا، لإنفاذ مصالحهم في المنطقة.
هذا ولم يكن قرار الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية، في عهد دونالد ترامب هو الأول من نوعه، فقد أعلن ترامب في فترة ولايته الأولى، خروج القوات من شمال سوريا، تحديدا في أكتوبر 2019، وهو ما أثار جدلا واسعا داخل وخارج الولايات المتحدة، فقد أدى ذلك الانسحاب إلى توسع النفوذ الروسي والإيراني وفي كافة المناطق تشهد الساحة السورية مجددا التي انسحبت منها القوات منها.