ضمن برنامج "محفوظ في القلب"، الذي تقيمه وزارة الثقافة احتفاء بالأديب الكبير نجيب محفوظ، نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، عددا من الفعاليات بفرع ثقافة الفيوم.
نفذت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، واستهلت بندوة بعنوان "حارة نجيب محفوظ.. أحداث وشخصيات" بمكتبة الفيوم العامة، شارك فيها كل من الكاتب عصام الزهيري، والأديب د. عمر صوفي، وأدارها الكاتب محمد القاياتي.
تحدث د. عمر صوفي عن رؤيته لعوالم نجيب محفوظ، عميد الرواية العربية، والذي قدم أكثر من ٥٠ عملا إبداعيا إلى جانب مقالاته الفلسفية التي تميزت باختلافها عن كتاباته الروائية.
وأوضح أن محفوظ تنوع في إنتاجه ما بين الرواية والقصة القصيرة والمسرح، مؤكدا أن أفكاره قامت على الاشتراكية والديمقراطية الاجتماعية بعيدا عن التطرف، وأن عالمه الأدبي زاخر بالشخصيات القابلة للربط بالواقع المصري.
من جهته، تناول "القاياتي" تنوع شخصيات محفوظ وعمقها الدلالي، مشيرا إلى "الثلاثية" التي تعد تأريخا دقيقا للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر منذ العشرينيات وحتى الأربعينيات، مع إبراز حضور المرأة في أدبه وانحيازه لها في أكثر من عمل.
أما الكاتب عصام الزهيري، فأشاد بمبادرة وزارة الثقافة للاحتفاء بمحفوظ، وطالب بتوسيع دائرة التكريم لتشمل أدباء معاصرين مثل صنع الله إبراهيم ويوسف القعيد. كما أكد أن "الحارة المصرية" في أدب نجيب محفوظ تمثل تجسيدا لمصر بهويتها وذاتها، واستعرض رواية "خان الخليلي" كنموذج لعودة البطل إلى أحضان الوطن وقت المحن، لافتا إلى وصف إحدى الجرائد الفرنسية لمحفوظ بأنه "الأديب الذي حول تفاصيل الحياة اليومية إلى معان تصرخ".
حرافيش نجيب محفوظ في عيون الأطفال
وفي إطار الفعاليات المقدمة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة من خلال فرع ثقافة الفيوم بإدارة ياسمين ضياء، نظم قسم الثقافة العامة ورشة حكي للأطفال بعنوان "حرافيش نجيب محفوظ"، قدمها الأديب د. عمر صوفي بمكتبة الطفل والشباب بطامية، بحضور مدير عام الفرع، وشهيرة الدفناوي، منسق عام الأنشطة، ومحمود الشاهد، مدير المكتبة، وعدد من طلاب مدرسة طامية الإعدادية بنين.
استهلت الورشة بكلمة لسحر الجمال، مسؤولة الثقافة العامة بالفرع، التي نوهت بمبادرة وزارة الثقافة لتكريم الرموز الوطنية والثقافية تحت شعار "محفوظ في القلب"، وحثت الطلاب على القراءة والاطلاع على سيرة نجيب محفوظ وأعماله.
وتناول د. صوفي في حديثه أهمية الرموز الوطنية التي تُخلِّدها الشعوب، مؤكدا أن نجيب محفوظ عاش ٩٥ عاما، قضى معظمها في الإبداع، ومرت كتاباته بثلاث مراحل: المرحلة التاريخية التي تمثلت في روايات مثل "كفاح طيبة" و"رادوبيس"، ثم الواقعية مثل "الثلاثية" و"القاهرة الجديدة" و"خان الخليلي"، ثم المرحلة الرمزية التي تمثلت في "أولاد حارتنا" و"الحرافيش".
واختتمت الورشة بحوار مفتوح حول جائزة نوبل والشخصيات المصرية التي حصلت عليها، كما أشار إلى مسابقات وزارة الثقافة لدعم المواهب، مثل "مسابقة المبدع الصغير".
كما أقيمت عدة مجلات حائط بعنوان "محفوظ في القلب"، نفذتها سحر الجمال وشهيرة الدفناوي، إلى جانب معرض كتب بعنوان "إطلالة على أدب نجيب محفوظ"، تحت إشراف أمناء المكتبة أمل عشري وأحمد حسين، تضمّن مختارات من أعمال محفوظ وسيرته.
وفي السياق ذاته، شهدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس محاضرة بعنوان "ثورة 1919 في روايات نجيب محفوظ"، تحدث خلالها الأديب أحمد قرني، موضحا أن محفوظ وُلد قبل اندلاع الثورة بسنوات، إلا أن وعيه الأدبي تفتح عليها، فجاءت حاضرة بقوة في "الثلاثية"، ليس كتأريخ تقليدي لأحداثها، بل من خلال انعكاساتها العميقة على المجتمع والأفراد.