في ظل تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية للبنان، تستمر التطورات الميدانية والسياسية بين لبنان وإسرائيل، في الوقت الذي تقر فيه الحكومة اللبنانية تمديد بقاء قوات اليونيفيل لحفظ السلام في الجنوب، يواجه الجيش اللبناني تحديات كبيرة في السيطرة على سيادة ووحدة الِأراضي اللبنانية في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، هذا ووسط غرات شبه يومية تستهدف مناطق جنوبية وشرقية، تتزايد المخاوف من تأثير تلك العمليات على المدنيين والذين سقطوا بالعشرات بين قتيل وجريح جراء القضف المستمر الإسرائيلي عليهم الذي يبره جيش الاحتلال باستهدافه لعناصر ومنشآت تابعة لحزب الله، وفي هذا التقرير، نستعرض آخر تطورات الاوضاع في لبنان وموقف الجيش اللبناني في الجنوب مع تجدد الغارات الإسرائيلية على مواقع يشتبه بأنها عسكرية.
تمديد بقاء قوات اليونيفل بالجنوب اللبناني
وفي اجتماع مجلس الوزراء اللبناني أمس الخميس، قرر تمديد بقاء القوات الدولية "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني، وذلك بجلسة عقدت في قصر بعبدا، وذلك بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، مع عدد من المسؤولين ومنهم نواف سلام، رئيس الوزراء، إلى جانب قائد الجيش اللبناني، والذي قدم عرضا مفصلا حول الأوضاع الأمنية الحالية في الجنوب اللبناني.
جيش الاحتلال يواصل انتهاك السيادة اللبنانية ويؤثر على انتشار الجيش اللبناني على الحدود
وتحدث قائد الجيش اللبناني، في ذلك الاجتماع عن كافة الأعمال العدائية التي توجد بالجنوب، والتي تؤثر سلبيا على انتشار الجيش اللبناني، والذي يمنع بسط سيطرة الدولة، نتيجة الانتهاكات الاسرائيلية على الحدود، وأكد أن السبب الوحيد والذي يمنع الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب الليطاني هو الجيش الإسرائيلي واعتدائه المتكرر، وليس أي جهة داخلية كما يدعي البعض، هذا وقد أوضح قائد الجيش، أنه في الوقت الحالي، استطاع الجيش تطويق خط شمال الليطاني باتجاه الجنوب.
هذا وفي سياق متصل، أشار وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، إلى أن هناك 2740 خرقا إسرائيليا منذ ترتيبات وقف إطلاق النار، وهذا قد أسفر عن وفاة 190 شخصا و485 آخرين.
غارات إسرائيلية يومية على جنوب وشرق لبنان
وعلى جانب أخر، لا تزال القوات الإسرائيلية تشن غارات شبه يومية على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه، وتبرر ذلك بأنها تستهدف عناصر ومنشآت لحزب الله، وتشير إلى أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته العسكرية مرة أخرى.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم، الجمعة، إن شخصا قتل في غارة إسرائيلية على منطقة الغازية بمنطقة الجنوب، وأكد مصدر أمني أن مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة على الطريق السريع في الغازية قرب صيدا، بصاروخ موجه مما أدى إلى تدميرها واحتراقها وإصابة من كان بداخلها.
وفي تصعيد أخر، اليوم، شنت الطائرات الإسرائيلية، غارات على سيارة في بلدة الغازية جنوبي لبنان، وعلى غرف جاهزة في بلدة محيبيب التي تقع في الجنوب، وذلك أدى إلى استشهاد شخص وإصابة آخرين.
الجيش الإسرائيلي: استهدافنا مواقع عسكرية تابعة لحزب الله تعمل تحت غطاء مدني
وعلى جانب أخر، أعلن الجيش الإسرئيلي، في بيان له، أنه استهدف في الأيام الأخيرة، مواقع بنية تحتية تابعة لحزب الله في الجنوب اللبناني، وأكد أنه سيواصل العمل ضد أي عمل عسكري في لبنان تحت غطاء مدني، هذا وقد قتل شخصان أول أمس الأربعاء، جراء استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي جنوب لبنان، وكانت الأولى استهدفت سيارة في وادي الحجير، والثانية دراجة نارية في بلدة حانين.
وفي بيان أخر، صرح جيش الاحتلال عن اغتيال عنصر من "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله، إثر غارة جوية نفذتها طائرة مسيرة في منطقة قنطرة جنوب لبنان، وذلك دون أن يذكر اسم القتيل أو طبيعة المهمة التي كان يقوم بها، ولم يصدر تعليق فوري من حزب الله بشأن العملية.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش اللبناني أول أمس، القبض على مجموعة من الفلسطينيين واللبنانيين المشتبه بهم في تنفيذ هجومين على إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية في مارس الماضي، ومن جانب أخر لم يذكر بيان الجيش جماعة حزب الله، التي نفت اضطلاعها بأي دور في الهجومين.