نبهت منظمة "أنقذوا الأطفال الدولية" إلى أن قطاع غزة بات غير صالح للحياة، وأن سكانه يحاربون من أجل البقاء على قيد الحياة، كما أن المخابز والعيادات والمرافق الطبية أغلقت في القطاع بسبب نقص المواد الأساسية لتشغيله.
وقالت ألكسندر سايح، رئيسة قسم السياسات الإنسانية بمنظمة "أنقذوا الأطفال الدولية"، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" مساء اليوم الجمعة، من واشنطن، إن إسرائيل منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة على مدار الستة أسابيع الماضية، معلنة أن المنظمة تفتقر إلى الإجراءات العملية والفاعلة لضمان الحفاظ على حياة الأطفال في قطاع غزة.
وأوضحت أن المنظمات الأممية أطلقت نداء عاجلا من أجل سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مطالبة قادة العالم والمجتمع الدولي والمدني والمنظمات كافة لإنقاذ أطفال غزة، فيما أكدت أن المنظمة تتواصل مع جميع الأطراف حول العالم للضغط على إسرائيل من أجل الوصول إلى الأطفال في غزة وتقديم العون والمساعدة لهم.
وأشارت إلى أنه على مدار شهرين منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما قصفت واستهدفت البنية التحتية ومنافذ الغذاء والدواء بالقطاع، على الرغم من تحذير المنظمات الأممية من ذلك والذي قد ينذر بكارثة إنسانية محققة إذ استمر هذا الوضع الكارثي، علما بأنه لا أحد يمكنه الوصول إلى الغذاء أو المياه الكافية، كما أن الأطفال على وجه الخصوص يعانون بشكل بالغ من سوء في التغذية وقد يحصلون على وجبة طعام واحدة كل يوم فقط وهذا غير كاف.
وتطرقت المسؤولة في منظمة "أنقذوا الأطفال الدولية" لمعاناة أطفال غزة بسبب سوء التغذية الحاد الذي انتشر في صفوفهم، كما أن هناك كارثة ومعاناة جمة في صفوف المرضى يين بالقطاع فيما انتشرت الأمراض المعدية، كما أن الجرحى بسبب القصف والاستهداف الاسرائيلي لم يتمكنوا من الوصول إلى أي مرفق طبي للحصول على المساعدات الطبية الأولية، "وقد رأينا استمرار هذه التداعيات الخطيرة على أرض الواقع في القطاع بشكل لا يتقبله أي طرف".
وقالت ألكسندر سايح، رئيسة قسم السياسات الإنسانية بمنظمة "أنقذوا الأطفال الدولية" إن المخابز التي تديرها منظمة الغذاء العالمية في قطاع غزة أغلقت وعدد من العيادات والمرافق الطبية أيضا بسبب نقص كل المواد اللازمة الأساسية التي تعمل بها تلك المرافق بسبب منع دخول المساعدات الغذائية والإمدادات الطبية للقطاع من قبل السلطات الإسرائيلية.
ودعت مسؤولة "منظمة أنقذو الأطفال"، في تصريحاتها لـ "القاهرة الإخبارية"، المجتمع الدولي بحشد كافة الجهود والدفع قدما لمسارات وقف إطلاق النار، "وإلا سوف نرى كارثة انسانية محققة غير مسبوقة في التاريخ".. مشددة على أن الأمر لن يتحسن ما لم يتدخل المجتمع الدولي ويمارس الضغوط ضد إسرائيل بالموافقة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع والوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار.
وأوضحت أن المنظمات الدولية التي تعمل في قطاع غزة قامت بإطلاق دعوة للعالم للضغط على إسرائيل والسماح لهم بممارسة عملهم داخل القطاع بكل يسر وادخال المساعدات الانسانية والامدادات الطبية لسكان القطاع وازالة كافة العقبات التي تعيق ذلك.
وأشارت إلى "منظمة أنقذوا الأطفال الدولية" تتواصل مع كل الأطراف حول العالم وتطالب الجميع باستخدام القنوات الدبلوماسية للسماح للمنظمة من خلال ممارسة الضغوط على إسرائيل، حتى يتمكنوا من الوصول الى الأطفال في قطاع غزة وتقديم سبل العون والدعم لهم، علما بأنه بعد كسر اتفاق وقف اطلاق النار أصبح هناك قصف عنيف ومكثف ضد بعض المناطق في غزة لم يمكننا من ضمان سلامة وأمن أطقم العمل الخاصة بالمنظمة.
وتابعت إن هناك حوالي 400 شخص من أفراد "المنظمات الأممية"، الذين يعملون في قطاع غزة، تم استهداف عدد منهم بسبب اطلاق النار والقصف المستمر من جانب إسرائيل حيث أن حوالى ثمانية منهم لقوا حتفهم بسبب هذه التداعيات الخطيرة والقصف المستمر.
وأكدت أن الوضع على الأرض في قطاع غزة غير مسبوق وينذر بكارثة حقيقية، مطالبة القادة حول العالم والمجتمع الدولى والمدني وكل المنظمات الفاعلة للحفاظ على أمن وسلامة الأطفال في قطاع غزة.
وأضافت أن المنظمة تفتقر إلى الإجراءات العملية وترى المعاناة في صفوف الأطفال بقطاع غزة كل يوم من خلال الصور المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي ومشاهدتها على التلفاز أيضا، ولكن لم نرى اتخاذ إجراءات فاعلة ومطلوبة بشكل ملائم من المجتمع الدولى لضمان الحفاظ على حياة أطفال غزة وانقاذهم.
ولفتت إلى أن قطاع غزة في حاجة ماسة إلى دخول مئات الشاحنات المملؤة بالمساعدات الانسانية كالغذاء والدواء وغيرها من اللوازم الأساسية القابلة للحياة، وعلى أن تكون هناك رغبة وارادة دولية في تفعيل دور المنظمات الإغاثية وإعادة تشغيل المستشفيات والمرافق والمؤسسات والمدارس التى دمرت في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي.
واختتمت المسؤولة بمنظمة "أنقذوا الأطفال الدولية" حديثها، مطالبة كل حكومات وقادة العالم بممارسة كافة الضغوط على إسرائيل لاتخاذ اجراءات فعلية وواقعية لضمان دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوئية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتفعيل عمل المنظمات في القطاع والعمل والإسراع في اتفاق لوقف إطلاق النار الفوري بقطاع غزة.