تحل غداً السبت 19 أبريل، ذكرى وفاة الفنان صلاح السعدني، الذي يعد من أبرز نجوم الدراما المصرية في جيل الفن الذهبي، ولقبه الجمهور بـ "عمدة الدراما"، حيث بدأ مسيرته الفنية في الستينيات بجيلٍ مليء بالأساطير، استطاع بحضوره الطاغي أن يجسد الشخصيات المصرية الأصيلة بطريقة لا مثيل لها، مع تمثيله الطبيعي، الذي يتسم بالبساطة والشجاعة، وأدائه الذي يجذب القلوب، أصبح السعدني أيقونة فنية يعرفها الجميع. من بداياته في التليفزيون إلى نجاحاته الكبيرة في السينما والمسرح، ترك صلاح السعدني علامة لا يمكن نسيانها في تاريخ الفن العربي.
من التلفزيون إلى قلوب المصريين
ظهر السعدني على الشاشة لأول مرة في تمثيلية "الرحيل" عام 1960، في عمر الـ17، ليكون جزءاً من الجيل الأول الذي اكتشف التلفزيون المصري. بعد ذلك، بدأ صوته المميز وأداؤه الفطري في جذب أنظار الجمهور، ليعود في 1964 بدور "أبو المكارم" في تمثيلية "الضحية"، ويكون بداية لعلاقة طويلة مع جمهور المشاهدين الذين أحبوه.

من السينما إلى المسرح
واستطاع صلاح السعدني، منذ ظهوره الأولى، أن يلفت انتباه الجمهور، واستمر في تقديم أعمال درامية مميزة، حيث أثبت نفسه على شاشة السينما والمسرح أيضًا، من خلال مشاركته في أفلام مثل "الأرض" 1970 بشخصية الفلاح المسحوق "الواد علواني"، والجندي مسعد في "أغنية على الممر" 1973، ثم "سمير" في "طائر الليل الحزين"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي" 1974، بالإضافة إلى العديد من الأعمال المسرحية التي لاقت استحسان الجمهور.

العمدة القوي في ليالي الحلمية
وكانت من أشهر أدوار السعدني تجسيده شخصية "عمدة" قرية ميت أبو غانم الفلاح القوي الذي دفعه طموحه إلى تحدي القوى الكبرى، حيث قرر الترشح للبرلمان والزواج من نازك هانم السلحدار في "ليالي الحلمية".
وتمكن السعدني من فرض نفسه بين كبار الفنانين في وقت مبكر، ليصبح واحدًا من أبرز نجوم الدراما التلفزيونية بفضل قدرته الفائقة على تجسيد مختلف الأبعاد النفسية للشخصيات. كما تميز بتجنب النمطية والتكرار في أدواره، مع تركيزه على تقديم محتوى هادف، إلى جانب موهبته الاستثنائية في أداء الأدوار التراجيدية والكوميدية.

التألق في الدراما التلفزيونية والمسرحية
لم يقتصر سطوع نجم السعدني على السينما فقط، بل تألق بشكل لافت في العديد من الأعمال التلفزيونية التي تعتبر من أهم علامات الدراما المصرية مثل "لا تطفئ الشمس" 1965، "القاهرة والناس" 1972، "الشوارع الخلفية" 1974، و"أبنائي الأعزاء شكرا" 1979. كما برع على خشبة المسرح في العديد من الأدوار التي أظهرت براعته وتميزه في تقديم الشخصيات المختلفة.

غيابه المؤلم
أُجبر صلاح السعدني على الابتعاد عن الأضواء بعد مسيرة حافلة استمرت لأكثر من خمسة عقود، وذلك بسبب مرضه الذي حرمه من تقديم آخر أعماله الدرامية. كان مسلسل "القاصرات" الذي عرض عام 2013 هو آخر ظهور له في الدراما الرمضانية، ليغيب عن جمهوره في وقت كان فيه في قمة عطائه الفني، ورغم ابتعاده عن الفن، تم تكريمه في الدورة الأولى من مهرجان الدراما عام 2022، ليرحل بعدها عن عالمنا فى 19 أبريل 2024، تاركا ورائه إرثا فني خالداً في ذاكرة الفن العربي.