ذكرت وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية، أن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس سيبدأ غداً الإثنين، زيارة رسمية إلى الهند تستمر أربعة أيام؛ في إطار مساعٍ متبادلة بين البلدين لتعزيز الفرص الاقتصادية والتفاوض على اتفاق تجاري ثنائي .
ومن المقرر أن يلتقي فانس برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في العاصمة نيودلهي لإجراء محادثات تتناول الاقتصاد والتجارة والعلاقات الجيوسياسية. وتُعد زيارة فانس بمثابة مهمة دبلوماسية بارزة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ وتأتي في وقت تشهد فيه العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين تصعيدًا متسارعًا، في ظل اعتبار الهند المنافس الإقليمي الرئيسي للصين .
وتشير التوقعات إلى أن اتفاقًا تجاريًا ثنائيًا بين الهند والولايات المتحدة قد يساهم في تعزيز الروابط الاقتصادية بشكل كبير، ويدعم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .
يذكر أن الولايات المتحدة تُعد الشريك التجاري الأكبر للهند، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 190 مليار دولار مؤخرًا.
وفي بيان لوزارة الخارجية الهندية، أوضحت أن الزيارة "تشكل فرصة للطرفين لمراجعة التقدم المُحرز في العلاقات الثنائية"، كما سيُجري القادة "تبادلًا للآراء بشأن التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وتأتي زيارة فانس بعد أسابيع من زيارة مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي جابارد للهند للمشاركة في مؤتمر جيوسياسي، وبعد نحو شهرين من لقاء مودي بالرئيس ترامب في واشنطن .
وكان مودي من أوائل القادة الذين زاروا الولايات المتحدة بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث عبّر عن "شراكة ضخمة" بين البلدين، وبدأ عملية تفاوض لتقليل تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة.
وعلى الرغم من الخطوات التمهيدية، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 26% على منتجات هندية ضمن برنامجه المؤقت للرسوم، وهو ما أدى إلى ضغط على المصدرين الهنود.
وفي المقابل، أبدى مودي استعدادًا لتخفيض رسوم جمركية إضافية على المنتجات الأمريكية، والبت في مسألة ترحيل المهاجرين الهنود غير النظاميين، وشراء معدات عسكرية أمريكية وتم الاتفاق على بدء مفاوضات رسمية بشأن الاتفاق التجاري.
وفي تصريح له يوم الجمعة، أشار مودي إلى مكالمة جمعته مع إيلون ماسك، مؤكدًا أنهما ناقشا "الإمكانات الكبيرة للتعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار"، وأكد التزام بلاده "بتعزيز الشراكات مع الولايات المتحدة في هذه القطاعات".
وعن العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين،تُعد الهند شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في التجارة الثنائية، والاستثمار الأجنبي المباشر، والتعاون الدفاعي، وتُعتبر حليفًا مهمًا في مواجهة تصاعد نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
كما تشارك الهند في مجموعة "الرباعية" (Quad) إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، والتي تهدف إلى تحقيق توازن إقليمي في وجه التوسع الصيني.
وشهدت السنوات الأخيرة توسعًا ملحوظًا لعدد من الشركات الأمريكية الرائدة مثل "أبل" و"جوجل" في السوق الهندية.
ومؤخرًا، وقعت شركة "ستارلينك" التابعة لماسك اتفاقيات مع اثنين من كبار مشغلي الاتصالات في الهند لتقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
وتهدف الهند والولايات المتحدة إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري بينهما ليصل إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030، في إطار الاتفاق التجاري المرتقب.
وبحسب أسيوشيتد برس، فإن هذه المفاوضات تعد أولوية بالنسبة للهند في ظل مخاوف من أن تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية المتبادلة على قطاعات حيوية مثل الزراعة، والأغذية المصنعة، ومكونات السيارات، والمعدات الطبية، والمجوهرات.
وفيما يتعلق بعلاقة مودي وترامب؛ فقد نجح مودي في إقامة علاقة عمل جيدة مع ترامب خلال ولايته الأولى، ويبدو أن العلاقات مرشحة لمزيد من التعاون، خاصة في المجالات الاقتصادية، وسط مساعٍ من الرئيس الصيني شي جين بينج لتعزيز مكانة بكين كشريك تجاري موثوق في آسيا والمحيط الهادئ.
واتخذت الهند بالفعل خطوات ملموسة للتقرب من إدارة ترامب، من بينها زيادة وارداتها من النفط والمعدات الدفاعية، بما في ذلك طائرات الشبح الأمريكية من الجيل الخامس.
وأخيرا، أضاف تقرير الوكالة الامريكية أن تلك الزيارة تحمل طابعاً عائليا لفانس، إذ تُعد الأولى له رسميًا إلى البلاد، وتحظى بأهمية خاصة لعائلته، حيث تُعتبر زوجته أوشا فانس وهي هندوسية تمارس شعائرها الدينية من أصول جنوب هندية.
وفي مذكراته "مرثية هيلبيلي"، وصف فانس زوجته بأنها "ابنة مهاجرين هنود ذكية للغاية"، وقد تعرف عليها أثناء دراستهما في كلية الحقوق بجامعة ييل الامريكية وكان والداها قد هاجرا إلى الولايات المتحدة في أواخر السبعينيات.
وسيرافق فانس في زيارته زوجته أوشا وأطفالهما وعدد من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، ومن المقرر أن تشمل جولته مدينتي جايبور وآجرا إلى جانب المشاركة في فعاليات ثقافية، بحسب بيان صادر عن البيت الأبيض.