كشفت الأجهزة الأمنية الستار عن واحدة من أخطر قضايا المخدرات في القاهرة، بعدما تمكنت من ضبط تشكيل عصابي يقوده عدد من المتهمين، على رأسهم المنتجة سارة خليفة، والمتورط في تصنيع وتهريب كميات ضخمة من الحشيش الاصطناعي المعروف باسم "البودر"، في نشاط غير مشروع قُدرت قيمته بما يقرب من نصف مليار جنيه.
البداية جاءت بعد تحريات دقيقة أجراها قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، كشفت عن وجود تشكيل عصابي يستخدم شقتين سكنيتين كـ "معملين سريين" لخلط وتحضير مواد البودر، بهدف تجهيزها وتوزيعها داخل الأسواق.
وبعد استصدار إذن النيابة وتكثيف عمليات الرصد والمتابعة، نجحت مأمورية أمنية مكبرة في مداهمة المعملين وضبط عناصر التشكيل بالكامل، وعلى رأسهم سارة خليفة، التي كشفت التحقيقات عن إدارتها الكاملة لهذا النشاط، بالإضافة إلى عدد من المتهمين الآخرين.
المفاجأة كانت في حجم المضبوطات، حيث تم العثور على أكثر من 200 كيلوجرام من مخدر الحشيش الاصطناعي، وكميات كبيرة من المواد الخام، وأدوات خلط وتجهيز متطورة، بجانب مشغولات ذهبية ومبالغ مالية ضخمة بعملات محلية وأجنبية، فضلاً عن خمس سيارات فارهة، تبين أنها من متحصلات الاتجار في المواد المخدرة.
وخلال استجواب المتهمين، أدلى المتهم السادس باعتراف صادم أكد فيه أن المواد المخدرة المضبوطة تخص سارة خليفة، مشيراً إلى أنه مجرد "منفذ" يعمل تحت إدارتها، وأنها المسؤولة عن كافة مراحل التصنيع والتوزيع.
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة في الواقعة، وسط ترقب للإعلان عن تفاصيل جديدة في القضية، التي كشفت عن واحدة من أخطر شبكات تصنيع وترويج "البودر" في مصر، في إطار جهود وزارة الداخلية لملاحقة أباطرة الكيف وضرب أوكارهم قبل ضخ سمومهم في الأسواق.