تواجه الدول الإفريقية ضغوطًا اقتصادية في ظل تصاعد التوترات العالمية، وعقب تحذير الصين بالرد على أي دولة تُوقع اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة "على حساب مصالحها.
وذكرت منصة (بيزنس أفريكا) - في تقرير اليوم /الإثنين/ - أن الصين أكبر شريك تجاري ثنائي لإفريقيا، حيث تستحوذ على 20% من صادرات المنطقة و16% من وارداتها، كما بلغ حجم التجارة بينهما 282 مليار دولار في عام 2023، معظمها في المواد الخام والسلع المصنعة.
وكانت بكين قد حذرت - في وقت سابق اليوم - من إجراءات انتقامية ضد الدول التي توقع اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة على حسابها ردًا على تقارير تفيد بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم استغلال المحادثات التجارية مع دول مختلفة لعزل بكين دبلوماسيًا واقتصاديًا.
ووفقا للتقرير، يضع هذا التطور الدول الأفريقية في موقف حساس، إذ تُقيّم فوائد تنويع الشراكات التجارية مقابل خطر توتر العلاقات مع بكين، الشريك الاقتصادي العريق.
ومع تنافس القوتين العظميين على النفوذ، تجد أفريقيا نفسها مجددًا في قلب صراع عالمي على النفوذ.
ويشير التقرير إلى أن الدول الأفريقية اقحمت في تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، عقب إعلان واشنطن عن فرض رسوم جمركية في "يوم التحرير".
وأثرت هذه الرسوم بشدة على الدول الأفريقية، حيث تراوحت بين 10% لدول مثل كينيا وإثيوبيا وغانا، و31% لجنوب أفريقيا، و50% لدولة ليسوتو.
وبينما تجد أفريقيا نفسها عالقة بين قوتين عظميين، يتعين عليها الآن خوض غمار عملية موازنة دقيقة، تزن فيها الفوائد المحتملة للانخراط الأمريكي بمخاطر عزل بكين، حيث إن أي رد فعل صيني، كخفض الاستثمارات أو تأخير المشاريع، سيؤثر بشكل كبير على الاقتصادات الأفريقية.
ومن المحتمل أن تعمل الاختيارات التي سيتم اتخاذها في الأشهر المقبلة على إعادة تشكيل المستقبل الاقتصادي والجيوسياسي للقارة.
يشار هنا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كثف مؤخرا من حدة حربه التجارية مع الصين، متهما بكين بالفشل في الرد بالمثل على تبادل الرسوم الجمركية الجارية بين البلدين.
وقال ترامب إن الصين استغلت باستمرار سياسات التجارة الأمريكية في حين رفضت تقديم شروط عادلة أو متوازنة في المقابل.
واتهم الصين باستغلال أنظمة التجارة العالمية، وتقويض الصناعات الأمريكية، واستخدام النفوذ الاقتصادي للتأثير على الدول ، وفق ما ذكر.