في وصيته المنشورة قبل نحو 3 سنوات، أوصى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الراحل، بأن يدفن في كنيسة القديسة مريم الكبرى بروما، ليكون بذلك أول بابا يدفن خارج الفاتيكان، وأول من يدفن في الكنيسة منذ عام 1669.
كنيسة القديسة مريم الكبرى بروما
وأعلن الفاتيكان أن جنازة البابا ستُقام يوم السبت 26 أبريل الساعة 10:00 صباحًا بالتوقيت المحلي (9:00 صباحًا بتوقيت جرينتش)، ويُقام قداس الجنازة في ساحة القديس بطرس.
لطالما تميزت جنازات البابوات بالتعقيدات، لكن البابا فرنسيس اتخذ إجراءً لتبسيط ترتيباته، وأكد في وصيته المنشورة بتاريخ 29 يونيو 2022 أن يدفن جثمانه في كنيسة القديسة مريم الكبرى البابوية بروما ، وأن يتم تجهيز قبره في محراب الدفن في الممر الجانبي بين كنيسة القديسة بولين (كنيسة خلاص الشعب الروماني) وكنيسة سفورزا في الكنيسة، وأن يكون القبر في الأرض؛ بسيطًا، بدون أي زخارف خاصة، يحمل فقط نقشًا".
ووفقا لهذه الوصية، سيكون فرنسيس أول بابا منذ أكثر من قرن لا يُدفن في الفاتيكان، في سرداب كاتدرائية القديس بطرس، مفضلاً دفنه في كاتدرائية القديسة مريم الكبرى، بالقرب من أيقونته المفضلة، السيدة العذراء، ليدفن في نعش خشبي بسيط، على عكس أسلافه الذين كانوا يُدفنون في ثلاثة توابيت متداخلة تقليدية مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.
وكاتدرائية القديسة مريم الكبرى، من المواقع التراثية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهي واحدة من أربع كاتدرائية بابوية رئيسية في روما، وقد لعبت دورًا رئيسيًا في حياة البابا فرنسيس منذ انتخابه عام 2013، فبعد أقل من 24 ساعة من توليه منصب البابا، زار البابا فرنسيس الكاتدرائية للصلاة أمام أحد أهم رموز العالم الكاثوليكي.
وتُعَدّ بازيليكا القدّيسة مريم الكبرى البابوية أهم وأقدم مزار مريمي في الغرب، وهي الوحيدة من بين البازيليكات البابوية التي حافظت على طابعها المسيحي المبكر، وتضم أهم أيقونة مريمية، تمّ الاحتفال بالقداس، لأول مرة، في ليلة عيد الميلاد وعلى مدى قرون حافظ الباباوات على هذه العادة بقدومهم إلى الكنيسة في ليلة الميلاد.
وكان البابا فرنسيس يزور كنيسة القديسة مريم الكبرى بانتظام قبل كل زيارة خارج روما وعند عودته إلى الفاتيكان، دُفن سبعة باباوات في البازيليكا، لكن البابا فرنسيس سيكون أول من يُدفن فيها منذ عام 1669.

كاتدرائية القديس بطرس
ومن المقرر نقل نعش البابا فرنسيس إلى كاتدرائية القديس بطرس غدًا ليُلقي عليه الناس نظرة الوداع، ثم سيُوارى الثرى في كاتدرائية القديسة مريم الكبرى بروما يوم السبت.
وتتميز الكاتدرائية برواق مزدوج وساحة دائرية في واجهتها، وتحيط بها قصور وحدائق. شُيّدت هذه الكاتدرائية، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، فوق ضريح القديس بطرس الرسول، وهي من أكبر المباني الدينية في العالم.
صممها المهندسون المعماريون والفنانون الإيطاليون دوناتو برامانتي، ورافائيل، ومايكل أنجلو، وجيان لورينزو برنيني، وكارلو ماديرنو، واكتمل بناؤها عام 1926، ولا تزال بقايا الكاتدرائية الأولى، التي أسسها قسطنطين في القرن الرابع، موجودة تحت الكاتدرائية الحالية.
جنازة البابا فرنسيس
وأعلن الفاتيكان اليوم، عن جنازة البابا فرنسيس يوم السبت المقبل، فيما أكد عدد من قادة العالم حضورهم للجنازة قبل إعلان الفاتيكان عن موعد تشييعها، ومنهم الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي أكد أنه سيحضر الجنازة، كما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيزور الفاتيكان برفقة السيدة الأولى ميلانيا ترامب وكتبت في منشور له: "أنا وميلانيا سنذهب إلى جنازة البابا فرانسيس في روما".
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضوره، كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من المرجح أن يحضر الجنازة العشرات من قادة العالم والشخصيات الدينية، إلى جانب مئات المصلين.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أنه لا ينوي حضور الجنازة البابا فرانسيس، فيما لم تحدد روسيا بعد من سيمثلها في الجنازة.
ومن المقرر أن تُقام جنازة البابا فرنسيس في الهواء الطلق أمام كاتدرائية القديس بطرس، السبت المقبل، وسيقود الجنازة عميد مجمع الكرادلة، جيوفاني باتيستا ري، في ختام الجنازة، سيُلقي القداس الختامي ويُنقل الجثمان إلى كنيسة القديسة مريم الكبرى للدفن.