على الرغم من مرور 400 عام على حياة شكسبير لكن أسلوبه المتجدد العصري جعل منه شابًا إلى الأبد، وجعل من أعماله الكثيرة مصدر إلهام لأعمال أدبية أخرى جاءت من بعده، كأعمال الكتاب كيوهان فولفجانج فون جوته وتشارلز ديكنز وجيمس جويس، ويبدو شباب أعماله جليًا في مسرحياته التي لا تزال تُعرض في مسارح العالم، وقصائده التي يدرسها الصغار والكبار على حد سواء، وقواميسه الزاخرة بالكلمات المنسوبة إلى قلمه.
ولا يزال تأثير المجتمعات الحديثة حول العالم واضحًا بأعمال شكسبير، فلا ننسى جملته الشهيرة "أكون أو لا أكون تلك هي المسألة" التي تناقلها الناس حول العالم، إذ يعد العمل المسرحي "مأساة هاملت" أحد أبرز أعمال الأديب الإنجليزي شكسبير، وأشهرها خلال حياته، وقد كتبت المسرحية بين عام 1600 و1602، وهي الأكثر عرضًا على مسارح العالم، والأطول بين مسرحيات الأديب.
وصنفت "مأساة هاملت" ضمن قائمة أفضل 100 عمل أدبي عبر التاريخ بحسب مكتبة بوكلوين العالمية، ولا تزال تحتل "مأساة هاملت" المرتبة الأولى بين مؤلفات شكسبير، بعد أن تصدرت قائمة أداء شركة شكسبير الملكية منذ عام 1879، وألهمت العديد من الكتاب، كيوهان فولفجانج فون جوته وتشارلز ديكنز وجيمس جويس.
انقلاب على النمطية
ويعد الجديد في العمل وفق ما أبرزه النقاد هو انقلاب هذا العمل على النمط الذي أسسه أرسطو في مسرحه، والذي يقوم على الحدث، بينما جاءت مسرحية شكسبير مركزةً على الشخصية، إذ يبدو هاملت في مونولوغ متعددٍ يأخذ نصف المسرحية ويعكس شخصيته، خصوصاً صفة التردد والتشكك والسوداوية، كما تميزت المسرحية عن باقي أعماله بمركزية القصة، فلا من قصص فرعية مقحمة، وهو ذات الأسلوب الذي اتبعه في مسرحية "عطيل"
وتدور أحداث "مأساة هاملت" حول شاب يُعانى من سلوك أمه التي تزوجت من عمه بعد شهر واحد من وفاة والده، وعندما يظهر شبح الأب لهاملت ويخبره أنه قُتل على يد عمه ليبدأ هاملت في التحضير للانتقام من قاتل والده، ويحاول ادعاء الجنون ليخفي نواياه التي أفشى بها لصديقه هوارشيو، بينما يقوم كلوديوس عم هاملت بالتجسس عليه عن طريق صديقين للأمير الشاب، ولكنه سُرعان ما يكتشف الأمر ويستمر في ادعائه الجنون أمامهما.
وعلى صعيد أخر يتسبب هاملت في مقتل والد أوفيليا، وهى الفتاة التي تجمعه بها قصة حب دمرتها وساوسه تجاه النساء، ويُرسله عمه إلى إنجلترا مع الترتيب لإعدامه عند وصوله، ولكنه يستطيع النجاة من ذلك التدبير والعودة للدانمارك ليجد لارتيس أخو أوفيليا يسعى للانتقام منه بسبب قتل والده، وتدور مبارزة في نهاية المسرحية يموت على إثرها لارتيس، وهاملت، وعمه.