الجمعة 25 ابريل 2025

تحقيقات

زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي.. خبراء يوضحون أهميتها والملفات المطروحة| خاص

  • 23-4-2025 | 14:16

الرئيس السيسي ونظيره الجيبوتي

طباعة
  • أماني محمد

تكتسب القمة الثنائية بين مصر وجيبوتي، التي ستعقد بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، أهمية كبرى على مستوى العلاقات الثنائية وتدعيم التعاون، وكذلك على مستوى القضايا الإقليمية وخاصة منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي، حيث أكد خبراء أن البلدين بينهما علاقات قوية وتعاون وثيق في عدد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية.

وأكدوا أهمية التنسيق الثنائي فيما يخص القضايا الإقليمية ومنها الأوضاع في البحر الأحمر وأمنه، وهو ما يمثل أهمية استراتيجية للبلدين.

وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى العاصمة الجيبوتية جيبوتي، حيث يعقد مباحثات مع شقيقه الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتنسيق المشترك بشأن الأوضاع الإقليمية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

مجالات التعاون الثنائي

أكد السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، أن زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي تكتسب أهمية كبيرة في هذا التوقيت، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية أو فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي بصفة عامة، موضحا أن العلاقات الثنائية بين البلدين تُعد نموذجًا يُحتذى به، وتشمل كافة المجالات، سواء في المجال الأمني والعسكري، خاصة وأن جيبوتي إحدى الدول الأعضاء في مجلس الدول العربية والإفريقية المتشاطئة على البحر الأحمر مع مصر و6 دول أخرى.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن جيبوتي لها جهودًا كبيرة بحكم موقعها الاستراتيجي في منطقة البحر الأحمر، واحتضانها لما يقرب من حوالي 8 قواعد عسكرية ثابتة لدول ومنظمات متعددة، من بينها الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، اليابان، ألمانيا، وفرنسا.

وأشار إلى أهمية جيبوتي مركزًا لوجستيًا هامًا في المجال الأمني والتجاري في ظل كونها مرفأ مائي، مؤكدا أن العلاقات بين مصر وجيبوتي في هذا الصدد ذات شراكة استراتيجية أساسها التعاون في مجالات عديدة، سواء في المجال الأمني أو الاقتصادي والتجاري، أو في مجال البنية التحتية وبناء القدرات وتطوير الموانئ، خاصة في إطار أمن منطقة البحر الأحمر.

وشدد على أن الزيارة تتصل أيضًا بملف الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، في ظل تطورات الأوضاع الناتجة العدوان الإسرائيلي على غزة، والعمليات العسكرية الجارية من جانب إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، التي تستهدف دول عربية خاصة اليمن، وتأثيرها على حركة الملاحة في البحر الأحمر وعلى الأمن القومي المصري والعربي بصفة خاصة.

وأكد حليمة أن الزيارة تكتسب أهمية كبرى من ناحية الأمن والاستقرار، خاصة تبادل الرؤى فيما يتعلق بالإطار الأمني والاقتصادي والاجتماعي والإنساني، في ظل تطورات الأوضاع في السودان والصومال والقرن الأفريقي، خاصة التحركات الإثيوبية والإسرائيلية نحو أرض الصومال ومحاولة إنشاء قواعد عسكرية بها، مما يهدد وحدة الصومال وسلامته الإقليمية، ويُعد تدخلًا في شأنها الداخلي.

ولفت إلى أن كل هذه القضايا ذات أهمية بالغة، ومحل تشاور بين الجانبين المصري والجيبوتي، خاصة وأن تطورات الشرق الأوسط والأوضاع في القرن الإفريقي باتت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، خاصة فيما يتردد عن زيادة التعاون بين حركة الشباب الصومالية وتنظيم القاعدة، حيث يُقال إن هناك تنسيقًا بين الجانبين يزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر، وهو ما يزداد حدته نتيجة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، والتصعيد الإسرائيلي تجاه دول عربية وخاصة اليمن.

وعن العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي، أوضح السفير صلاح حليمة أن العلاقات بينهما تقوم على مقاربة قائمة على الشراكة الاستراتيجية والتعاون في جميع المحاور، سواء الأمنية أو السياسية، من خلال آليات القمة والزيارات المتبادلة واللجان المشتركة بين الوزراء المعنيين، مضيفا أن هذا التعاون يدور حول التنسيق والتشاور وتوحيد وجهات النظر بشأن قضايا القرن الإفريقي والشرق الأوسط.

وأكد أنه في المجال الاقتصادي، هناك تعاون وثيق بين مصر وجيبوتي في الأنشطة التجارية والمراكز اللوجستية، حيث تُعتبر جيبوتي مركزًا لوجستيًا مهمًا جدًا بحكم موقعها الاستراتيجي وتواجد أنشطة تجارية كبيرة، إلى جانب القواعد العسكرية المرتبطة بأمن واستقرار المنطقة.

وشدد على أن هناك اهتمام أكبر ببناء القدرات وتنشيط العلاقات التجارية والبنية التحتية، خاصة من خلال الجانب الثقافي، بإرسال بعثات إلى جامعة الأزهر والجامعات المصرية، وتعزيز المراكز اللوجستية التي تحظى حاليًا باهتمام متزايد بين مصر وجيبوتي وربما أيضًا مع دول أخرى ذات موانئ عامة في المنطقة"

دلالات استراتيجية

قال الدكتور رمضان قرني، خبير الشؤون الأفريقية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى دولة جيبوتي، تحمل العديد من الدلالات الاستراتيجية، دلالات تتعلق بتوقيت الزيارة، ودلالات أخرى تتعلق بطبيعة الملفات على المستوى الثنائي، ودلالات تتعلق بطبيعة الوضع الإقليمي في منطقة القرن الإفريقي.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الزيارة تكرس نهج دبلوماسية القمة التي دشنها الرئيس السيسي منذ عام 2014 على مختلف العلاقات مع الدول الإفريقية، حيث تعد هذه الزيارة الثانية للرئيس لجيبوتي، حيث كان أول رئيس مصري زار جيبوتي في عام 2021، وهي الزيارة الثانية بما يكرس نهج تقوية العلاقات على مستوى دبلوماسية القمة.

وأشار إلى أن الجانب الثاني يحمل أهمية كبرى، وهو التطورات الإقليمية المهمة التي تحيط بمنطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي في ضوء العمليات العسكرية الراهنة من قبل القوات العسكرية الأمريكية تجاه الحوثيين، مضيفا أن جيبوتي تحمل أهمية كبرى بالنسبة لدوائر الأمن القومي المصري، فهي تمثل المدخل الجنوبي لمنطقة قناة السويس، بالنظر إلى موقعها على مضيق باب المندب على البحر الأحمر ومنطقة خليج عدن.

وأضاف أنه في ضوء هذه العمليات العسكرية الأمريكية، نحن في حاجة إلى تنسيق الشراكات المصرية مع دول الجوار الإقليمي، خاصة دول البحر الأحمر، بغرض مهم يتعلق بحماية وأمن الممرات المائية، بالنظر إلى التطورات المحيطة بهذا الممر الملاحي المهم، ذو التأثير الكبير على منطقة قناة السويس، خاصة أن هناك تقديرات مصرية تتوقع بدرجة كبيرة أنه مع نهاية العام، قد تبدأ عملية استعادة حركة التجارة الطبيعية في هذا الممر والشريان الملاحي المهم عالميًا.

ولفت إلى أن هناك ملف مهم أيضًا يرتبط بالزيارة، ويتعلق بأمن القرن الإفريقي، حيث يلاحظ أن مصر في العام الأخير شهدت تحركات كبيرة وكثيفة تجاه منطقة القرن الإفريقي، موضحا أنه تُرجمت هذه التحركات والعلاقات في العديد من المظاهر، ربما ترفيع العلاقات مع إريتريا والصومال إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وزيارة الرئيس لإريتريا، والقمة الثلاثية بين مصر وإريتريا والصومال، والحديث عن مجلس للتنسيق الاستراتيجي بين البلدين.

وأكد أن كل هذه الأمور تؤكد أن مصر تعطي أهمية خاصة لمنطقة القرن الإفريقي، عكستها بدرجة واضحة المشاركة المصرية في قوات أميسوم الجديدة في الصومال، موضحا أن تنسيق المواقف مع جيبوتي هو امتداد للتنسيق مع إريتريا والصومال، بغرض دعم الدولة الصومالية فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب، والذي يشهد في هذه الفترة زخمًا كبيرًا، بالنظر إلى تزايد العمليات العسكرية التي تقوم بها حركة الشباب الإرهابية، وبالتالي، الدولة الصومالية في هذه المرحلة في حاجة ماسة إلى دعم من قبل الشركاء الإقليميين.

وشدد على أن السعي المصري لأمن البحر الأحمر أمر يحمل أهمية كبيرة، ففي الفترة الأخيرة، خرجت تصريحات من دول مختلفة، وربما أبرزها الطرف الإثيوبي بدعم إسرائيلي، تتحدث عن رغبة إثيوبيا في سواحل، إقليميًا وجغرافيًا، على سواحل البحر الأحمر، مضيفا أن مصر كانت من اليوم الأول، صاحبة موقف ومبدأ في هذا الاتجاه، برفض وجود أي دولة غير مشاطئة على سواحل البحر الأحمر.

وأشار إلى أن التنسيق مع جيبوتي أيضًا مسألة في غاية الأهمية في هذا الملف، بجانب ملفات القرن الإفريقي التي تعوّل عليها مصر مع الشركاء الأفارقة في هذا الإطار.

وأضاف أن الزيارة ترتبط أيضًا بملف مهم بالعلاقات الثنائية، وهو ترفيع العلاقات على المستوى الاقتصادي، خاصة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يتجاوز 100 مليون دولار، وهو رقم ربما يبدو قليلًا جدًا بالنظر إلى تاريخ العلاقات بين البلدين، وكذلك التنسيق بين مصر وجيبوتي في قطاعات مهمة، ربما أبرزها قطاع اللوجستيات، وقطاع البنية التحتية، وقطاع الطاقة.

وشدد على وجود دور مهم للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، في دعم وتنمية الكوادر الجيبوتية في مختلف المجالات."

الاكثر قراءة