يختتم اليوم الأربعاء الاجتماع الرابع لمجموعة عمل التوظيف لدول البريكس أعماله في العاصمة البرازيلية بعد ثلاثة أيام من النقاشات المكثفة التي ركزت على الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والانتقال العادل في عالم العمل.
وجمع الاجتماع ممثلين عن الدول الأعضاء الموسعة في مجموعة البريكس،والتي تضم 11 دولة، بالإضافة إلى منظمات دولية وأطراف فاعلة رئيسية، وبالتنسيق مع رئيسة مكتب الشؤون الدولية في وزارة العمل والتوظيف البرازيلية ميرا لاسيردا.
وكان وزير العمل البرازيلي لويز مارينيو قد استهل جلسات الاجتماعات أمس الثلاثاء بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على وفاة البابا فرنسيس، المولود في الأرجنتين، الذي توفي قبل يوم عن عمر يناهز 88 عامًا. وقال مارينيو: "لقد دافع البابا دائمًا عن المهمشين، برسائل تنادي بالأخوة والتضامن والاحترام للفقراء في جميع أنحاء العالم".
ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة فعاليات تمهيدية لقمة البريكس المرتقبة في يوليو، حيث استكملت المناقشات التي بدأت في فبراير حول كيفية تعامل دول البريكس مع تحديات وفرص التحول الرقمي والبيئي في أسواق العمل.
وناقش المشاركون التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على الوظائف، ومتطلبات المهارات، وحماية العمال، مع التركيز على تطوير أطر حوكمة للذكاء الاصطناعي تتمحور حول الإنسان وتشرك الشركاء الاجتماعيين، لضمان أن يسهم التحول الرقمي في تعزيز العمل اللائق والإدماج.
وأشار الوزير مارينيو إلى التقدم المحرز في صياغة الفصل المتعلق بالذكاء الاصطناعي ضمن أعمال مجموعة العمل، معتبرًا ذلك انعكاسًا لـ "الالتزام الجماعي لبلداننا بمواجهة تحديات وفرص التحول الرقمي".
كما ركز الاجتماع على إنشاء مسارات عادلة نحو اقتصادات مستدامة، حيث تبادلت دول البريكس الخبرات بشأن الاستثمارات في الوظائف الخضراء، وبرامج إعادة التأهيل المهني، إلى جانب تعزيز نظم الحماية الاجتماعية لدعم العمال والمجتمعات المتأثرة بالتحولات الاقتصادية المرتبطة بتغير المناخ.
وشارك وفد منظمة العمل الدولية في الاجتماع، وكان من بين أعضائه مصطفى كمال جاي، منسق برنامج الوظائف الخضراء في المنظمة، وفينيسيوس بينهيرو كارفاليو، مدير مكتب المنظمة في البرازيل، وأنيتا أموريم، رئيسة وحدة الشراكات الناشئة والخاصة في المنظمة.
وأكد منسق برنامج الوظائف الخضراء بمنظمة العمل الدولية على ضرورة أن تستند تحولات عالم العمل إلى مبادئ العدالة الاجتماعية، معتبرًا أن الانتقال العادل "ليس مجرد طموح، بل ضرورة". كما شدد على الدور الحاسم للتعاون الدولي، مشيرًا إلى أن "لدى البريكس فرصة لقيادة هذا المسار".
ومن جانبه، شدد الوزير مارينيو على أن التحول نحو اقتصاد مستدام "لا يجب أن ينظر إليه فقط كاستراتيجية اقتصادية، بل كضرورة اجتماعية"، لافتًا إلى أن المواضيع التي نوقشت خلال الاجتماع ستنقل إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30)، المقرر عقده في نوفمبر في مدينة بيليم البرازيلية.
كما تطرق الوزير إلى السياق الدولي الراهن، مشيرًا إلى الحاجة لتحقيق التوازن والسيادة في ظل التوترات الاقتصادية العالمية، مجددًا التزام بلاده بالنهج المتعدد الأطراف وتعزيز السلام.
وتعد مجموعة عمل التوظيف في البريكس منصة للحوار والتعاون بين الدول الأعضاء وهم البرازيل و روسيا و الهند، والصين و جنوب أفريقيا،و المملكة العربية السعودية و مصر و الإمارات العربية المتحدة و إثيوبيا و إندونيسيا، بالاضافة الى إيران. وتحت رئاسة البرازيل في عام 2025، يتمحور العمل حول شعار: "تعزيز التعاون في الجنوب العالمي من أجل حوكمة أكثر شمولًا واستدامة".
وستسهم نتائج اجتماع برازيليا في دعم التعاون المستمر بين دول البريكس لتطوير بيئات عمل عادلة ومستدامة، بدعم من مبادرات التعاون الثلاثي والتعاون بين بلدان الجنوب.