كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمارس ضغوطا على وكالة الطاقة الدولية (IEA)، أكبر هيئة بحثية للطاقة في العالم، لإعادة توجيه أعمالها بعيدا عن دعم التحول إلى الطاقة المتجددة، والتركيز بدلا من ذلك على تعزيز دور الوقود الأحفوري في سياسات الطاقة العالمية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على الاجتماعات الأخيرة للوكالة أن مسؤولين أمريكيين ضغطوا خلال المناقشات المغلقة لإعادة تركيز الوكالة على دعم الوقود الأحفوري، بدلا من تعزيز السياسات المناخية الهادفة للحد من الاحتباس الحراري.
وأكدت المصادر أن تومي جويس، القائم بأعمال مساعد وزير الشؤون الدولية بوزارة الطاقة الأمريكية، دعا خلال اجتماعات مغلقة إلى "عودة الوكالة إلى الأساسيات"، مطالبا بالتركيز على دعم الوقود الأحفوري، وهو ما أثار اعتراضا أوروبيا واسعا.
وتُعد وكالة الطاقة الدولية مصدرا رئيسيا للبيانات العالمية الخاصة بالطاقة، ويعتمد عليها صانعو السياسات والمستثمرون حول العالم. وقد وحذر مسؤولون أوروبيون من محاولات "إضعاف أو تعطيل" الوكالة، مؤكدين تمسكهم بتفويضها لدعم التحول الطاقي.
وتزامنت هذه التحركات مع قمة طاقة تستضيفها لندن، وسط تصاعد التوترات بين الوفدين الأمريكي والأوروبي، حيث هاجم جويس، خلال القمة، السياسات المناخية، معتبرا أنها "تخلق ندرة في الطاقة وتضر بحياة البشر"، في حين دافع القادة الأوروبيون عن التحول إلى الطاقة المتجددة باعتباره الخيار الأرخص والأكثر أماناً لمستقبل الطاقة.
من جهته، تبنى رئيس الوكالة فاتح بيرول، خطابا حذرا خلال القمة، مؤكدا أهمية النفط والغاز في مزيج الطاقة العالمي خلال مرحلة الانتقال إلى مصادر نظيفة قائلا: "النفط والغاز سيظلان جزءا من مزيج الطاقة لسنوات قادمة."
يأتي ذلك في وقت أمر فيه الرئيس ترامب بمراجعة شاملة لمشاركة الولايات المتحدة في جميع المنظمات الدولية بحلول أغسطس المقبل.
ووفقا لمسؤولين مطلعين، فإن انسحاب الولايات المتحدة من وكالة الطاقة الدولية يظل خيارا مطروحا، خاصة وأن واشنطن تمثل نحو 14% من ميزانية الوكالة السنوية، مما يجعل تأثيرها المالي والسياسي بالغ الأهمية.
وفي المقابل، سعى المسؤولون الأوروبيون في القمة إلى حشد الدعم حول بيرول والوكالة، مؤكدين أن الطاقة المتجددة — مثل الرياح والطاقة الشمسية والتخزين — تمثل الخيار الأرخص لتوليد الطاقة في معظم أنحاء العالم.
وأكد بيرول أن الوكالة ستظل متمسكة بعملها المستند إلى الحقائق العلمية، قائلا: "البيانات هي التي تنتصر دائما".
وأعرب إد ميليباند، وزير الطاقة البريطاني، عن دعمه لرئيس الوكالة فاتح بيرول، واصفا الوكالة بأنها "مركزية للغاية في النقاش العالمي حول الطاقة"، مؤكدا أن "الطاقة المتجددة باتت الخيار الأرخص لتوليد الكهرباء في معظم أنحاء العالم".