الأربعاء 21 مايو 2025

تحقيقات

الإبادة الإسرائيلية في غزة.. الجوع يحصد أرواح الأهالي وسط حمّام من الدماء وتدهور الأوضاع الإنسانية

  • 27-4-2025 | 14:25

الجوع في غزة

طباعة
  • محمود غانم

في اليوم الـ41 من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق بفعل الحصار المفروض من قبل السلطات العبرية منذ الثاني من مارس الماضي، مما أدى إلى دخول الأهالي هناك في حالة مجاعة، وهو ما يهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني.

الجوع على أشده

وفي كارثة إنسانية غير مسبوقة، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الأحد، نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة، وذلك بعد يومين من إعلان مماثل من برنامج الأغذية العالمي.

وفي ذات الوقت، قالت الأونروا، إن لديها حوالي 3000 شاحنة محملة بمساعدات منقذة للحياة جاهزة للدخول إلى غزة، غير أن إسرائيل تمنع دخول شاحنات المساعدات.

ودعت إلى رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الفلسطيني منذ سنوات، مؤكدة أن الجوع يتفاقم هناك، حيث يأمل الأهالي في الحصول على بعض الطعام للبقاء على قيد الحياة، عبر ما توزعه المنظمات الخيرية من وجبات دافئة.

بدوره، أكد برنامج الأغذية العالمي، اليوم، أن مليوني شخص في غزة يعتمدون كليًا على المساعدات الغذائية، مؤكدًا أن الوضع على حافة الانهيار، مشددًا على أهمية وصول الغذاء إلى هناك فورًا.

وبات الإغلاق الإسرائيلي الحالي على قطاع غزة الأطول على الإطلاق، ما يفاقم الأوضاع في الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلًا، كما ذكر "البرنامج" يوم الجمعة.  

وبالتزامن، أكدت الغرفة التجارية والصناعية في قطاع غزة، اليوم، أن سلطات الاحتلال تستمر في منع دخول شاحنات القطاع الخاص إلى غزة، ما تسبب في شلل شبه تام في الحركة الاقتصادية بالقطاع المحاصر.  

وجراء منع دخول السلع والمساعدات إلى غزة من قبل السلطات الإسرائيلية، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 527 بالمائة، بحسب الغرفة التجارية والصناعية، التي أشارت إلى أن القطاع يعاني من انهيار كارثي للمنظومة الاقتصادية جراء الحصار الإسرائيلي.  

هذا، وأكدت أن الأهالي في القطاع يعانون تجويعًا وتعطيشًا متعمدًا يتخذهما الاحتلال سلاحًا ضد المدنيين، ما ينذر بكارثة اجتماعية وإنسانية طويلة المدى.  

وفي الختام، شددت الغرفة التجارية والصناعية على أن ما يجري في غزة هو عقاب جماعي ممنهج يخالف القوانين والمواثيق الدولية.

 سياسة متعمدة

وجاء تحذير مكتب الإعلام الحكومي بغزة، الجمعة الماضية، مؤكدًا أن المجاعة في القطاع واقعًا مريرًا لا تهديدًا، بعد تسجيل 52 حالة وفاة، بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلًا، في واحدة من أبشع صور القتل البطيء.

وكشف أن أكثر من 60 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي، الذي تسبب بالهزال وسوء البنية الجسمية، وأصبحوا في بؤرة الخطر، بينما أُجبرت آلاف الأسر الفلسطينية على مواجهة الموت جوعًا بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها.

وطالب المكتب، بفتح ممر إنساني آمن بشكل فوري وعاجل وبدون مماطلة لإنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة قبل فوات الأوان.

واعتبر أن "أي تأخر في الاستجابة سيُعد تواطؤاً واضحاً ومشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لا تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ"، حسب قوله.

يأتي هذا بينما حذرت حركة حماس، أمس السبت، من التداعيات الكارثية لجريمة الإغلاق الشامل الذي تفرضه حكومة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنعها دخول مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود، ما يهدد حياة أكثر من مليونين وربع المليون إنسان يعيشون تحت وطأة القصف والمجازر وحرب الإبادة.

وأكدت حماس، أن "استخدام حكومة مجرم الحرب نتنياهو سلاح التجويع، واستهدافها المتعمّد لمحطات المياه ومراكز توزيع الغذاء، يعد من أبشع صور الانتهاكات للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية"، على حد وصفها.

وطالبت المجتمع الدولي، بكل مؤسساته وهيئاته، بالتحرك العاجل لوقف جريمة التجويع الجماعي، وإنهاء الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة منذ قرابة الشهرين، وتأمين إدخال المساعدات الغذائية والدوائية فورًا.

ومنذ الثاني من شهر مارس الماضي، تمنع إسرائيل دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إمعانًا في إبادة الفلسطينيين هناك. وعلى إثر ذلك، تم الإعلان عن دخول القطاع في حالة مجاعة. 

ورغم جميع المطالب الدولية والأممية بإتاحة دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، فإن الحكومة الإسرائيلية التي يترأسها بنيامين نتنياهو، المطلوبة للعدالة الدولية، لم تستجب لذلك.

 

حصيلة الشهداء

واليوم، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 51 شهيدًا (منهم 11 شهيدًا انتشالًا)، و115 مصابًا، خلال الـ24 ساعة الماضية، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. 

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي، منذ الـ18 من مارس الماضي، إلى 2,151 شهيدًا، إلى جانب 5,598 مصابًا، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة. 

وعليه، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 52,243 شهيدًا، و117,639 مصابًا، حسب المصدر ذاته.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة