أكدت أستاذ الاقتصاد وخبيرة أسواق الطاقة، الدكتورة وفاء علي، أن العالم يعيش منذ أكثر من مائة يوم حالة من الضجيج المستمر والتوترات المتصاعدة، نتيجة السياسات الحمائية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلسلة من التعريفات الجمركية الصارمة، ما ألقى بظلاله الثقيلة على الأسواق العالمية وأشعل فتيل النزاعات الجيوسياسية في مختلف القارات.
وأوضحت الدكتورة وفاء في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال، أن ترامب الذي يحتفل بمضي مائة يوم على سياساته من ولاية ميشيغان التي شكلت ركيزة انتصاره، يعتقد أنه يصنع تاريخًا جديدًا، بينما يشعر العالم وكأنه مر بمائة عام من الاضطرابات الاقتصادية.
وأضافت أن السياسات الحمائية أدت إلى حالة من الترنح في الأسواق العالمية، حيث باتت الدول تتصارع بين التقدم والتراجع، في وقت يتغير فيه مسار دفة الاقتصاد العالمي بشكل حاد.
وحذرت الدكتورة وفاء من أن تبعات هذه السياسات تطال الأسواق الناشئة والصاعدة، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، التي كانت تسعى لإعادة تصحيح مسارها الاقتصادي، إلا أن التوترات الراهنة أدخلت هذه الأسواق في نفق الركود التضخمي، وسط تحولات جذرية في الأسواق المالية وأسواق الطاقة، وتصاعد حالة عدم الاستقرار في طرق التجارة البحرية العالمية.
وأضافت أن تصاعد مشاعر الخوف والتوجس مع تراجع مؤشرات النمو الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي دفع المستثمرين إلى التهافت على الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل ملحوظ.
وأشارت إلى أن تقارير المؤسسات المالية الدولية، خلال اجتماعاتها الأخيرة في واشنطن، أكدت أن الاقتصاد العالمي مهدد بالركود، ما ينعكس سلبًا على ارتفاع معدلات الديون في الدول النامية، ويزيد من الضغوط المرتبطة بعدم اليقين، إضافة إلى مخاوف متجددة من عودة الضغوط التضخمية، تباطؤ النمو، وتراجع الثقة في الدولار، الأمر الذي قد يؤدي إلى كسر الحاجز النفسي لأسواق الاقتصادات الناشئة.