حذر بنك "إتش إس بي سي" (HSBC) البريطاني، اليوم الثلاثاء من أن الطلب على القروض وجودة الائتمان قد تتأثر بتداعيات حرب التجارة العالمية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن البنوك التي تركز على التجارة ستواجه عقبات أصعب، وذلك رغم أن أرباح البنك البريطاني فاقت التوقعات خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأكد "إتش إس بي سي"، أكبر بنك في أوروبا، أهدافه المالية وأعلن عن برنامج إعادة شراء أسهم جديد بقيمة 3 مليارات دولار، حيث أبلغ عن أرباح قبل الضرائب في الربع الأول بلغت 9.5 مليار دولار مقارنة بـ 12.7 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى رسوم استثنائية تتعلق ببيع بعض الأعمال في كندا والأرجنتين.
وارتفعت أسهم "إتش إس بي سي" في هونج كونج بنسبة 3.2% مقارنة بمؤشر "هانج سنج" الذي ظل ثابتا، بينما كان السهم المدرج في لندن يتداول بارتفاع قدره 2.1% خلال تعاملات الثلاثاء، بحسب ما نقلته منصة "إنفيستنج" الاقتصادية.
وقدم التحديث المالي من "إتش إس بي سي"، الذي يُعد أحد أكبر البنوك في العالم في تمويل التجارة، أول تحذير واضح من بنك كبير حول كيفية تأثير تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على البنوك عبر تراجع الطلب على القروض وضعف معنويات الأعمال.
وقال الرئيس التنفيذي للبنك جورج الحيدري، في تصريحات صحفية: "لقد قمنا بمراجعة جميع مصادر إيراداتنا ومحفظة الائتمان لدينا لتقييم الآثار المختلفة لهذا السيناريو السلبي المحتمل"، مضيفا أن "النتيجة من هذا التحليل هي أنه في سيناريو سلبي محتمل، سيكون لدينا تأثير طفيف على الإيرادات، مع خسائر ائتمانية إضافية تقدر بحوالي نصف مليار دولار".
وأوضح الحيدري إن عملاء الأعمال بين الولايات المتحدة والصين تأثروا بشكل خاص بسبب الرسوم الجمركية، مضيفا: "لقد شهدنا انخفاضا كبيرا في أحجام المعاملات على ممر التجارة بين الولايات المتحدة والصين في القطاعات التي لم تحصل على إعفاءات أو تقليص في الرسوم الجمركية".
وحذر مسؤولو البنوك الأمريكية الكبرى في الآونة الأخيرة من تبعات اقتصادية محتملة بعد أن أطلق ترامب الرسوم الجمركية الواسعة في الثاني من أبريل، حيث أصبح المستهلكون والشركات أكثر حذرا في ظل اضطراب الأسواق المالية وارتفاع المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي حاد.