الأربعاء 30 ابريل 2025

فن

في ذكرى وفاته.. نزار قباني الذي غنى له الكبار وتحولت قصائده إلى أيقونات خالدة في ذاكرة الطرب العربي

  • 30-4-2025 | 04:00

نزار القباني

طباعة
  • ياسمين محمد

في ذكرى وفاة نزار قباني، يستعيد العالم العربي سيرة شاعر الاستثنائي الذي لم تقتصر قصائده على دواوين الشعر، بل تجاوزت الصفحات لتسكن في وجدان الجماهير عبر أصوات عمالقة الطرب العربي، فقد تحولت كلماته إلى أغنيات خالدة غناها كبار المطربين، لتصير بعض هذه الأعمال من علامات الغناء العربي الأصيل، حيث تلاقى الشعر بالموسيقى، والعاطفة بالصوت، في أعمال لا تزال تردد حتى اليوم.


في عام 1960، كانت الفنانة نجاة الصغيرة أول من غنى من أشعار الشاعر السوري الكبير نزار قباني، حين قدمت قصيدته الشهيرة "أيظن" من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، لتصنع بذلك افتتاحية لمسار طويل من التعاون بين قباني وكبار نجوم الغناء العربي.


ورغم ارتباط كل من نجاة ومحمد عبد الوهاب بعقود احتكار فنية، نجحت نجاة في الحصول على موافقة من المنتج محمد فوزي لتوزيع الأغنية، فخرجت "أيظن" إلى النور بصيغة راقية، انتشرت عبر إذاعات ومسارح العالم العربي، وأصبحت من أنجح أعمالها الغنائية.

نجاة لم تتوقف عند "أيظن"، بل واصلت غناء أشعار نزار من خلال "ماذا أقول له؟" (1965)، و"متى ستعرف كم أهواك"، و"أسألك الرحيل"، فتركت بصمة مميزة في مسيرة الشاعر.

ويؤكد الموسيقي السوري كمال سكيكر فى تصريحات صحفية، أن "أيظن" نالت شهرة واسعة كونها أول قصيدة يغنيها عبد الوهاب لنجاة، ونجحت في تجسيد التقاء الكلمة الشاعرية باللحن الصعب والأداء الرقيق.

أما أم كلثوم، فارتبطت باسم قباني من خلال قصيدته "الهرم الرابع" التي كتبها بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر.

 ويذكر أن عبد الحليم حافظ كان ينوي غناء القصيدة بعدما أُعجب بها عند سماعها من قباني، لكنه اضطر للسفر إلى لندن للعلاج. في غيابه، عرض الرئيس الليبي معمر القذافي على نزار أن يغنيها المطرب محمد حسن، فكانت من نصيبه.

تسببت هذه الأغنية في توتر بين عبد الحليم وقباني، إذ كانت الوحيدة التي غناها محمد حسن من كلماته.

من جهة أخرى، تعاون عبد الحليم حافظ مع نزار قباني في أغنيتين لا تزالان من علامات الغناء العربي: "رسالة من تحت الماء" (1973) و"قارئة الفنجان" (1976).

 وكان لعبد الحليم ملاحظات على كلمات "قارئة الفنجان"، فطلب من قباني تعديل بعض الأبيات، فاستجاب له.
استغرق الملحن محمد الموجي عامين في إعداد لحنها، وقدمها حليم بلحنين مختلفين، في خطوة نادرة.

 وحققت الأغنية نجاحا باهرا، حيث بيع منها أكثر من مليوني نسخة، وتعد "أغنية الوداع" الأخيرة قبل وفاته.

غنّت فايزة أحمد قصيدة واحدة لقباني هي "رسالة من امرأة"، من ألحان محمد سلطان، وقدمتها على المسرح وسط تفاعل جماهيري كبير، رغم أن كثيرين لا يعلمون بوجود هذه الأغنية.

كذلك قدم الفنان السوري فهد يكن عام 1986 أغنية "علمني حبك" من أشعار قباني، ولحنها رضوان رجب، ليعود كاظم الساهر بعد سنوات ويغنيها بأبيات مختلفة تحت عنوان "مدرسة الحب" (1997)، ويحقق بها انتشارا عربيا واسعا.

ومن التجارب اللافتة أيضا، أغنية "عيناكِ" التي كانت سببا في شهرة الفنان البحريني خالد الشيخ، حيث أداها بإحساس رفيع جعلها تنتشر بقوة، ويعلق سكيكر بأن العديد من الفنانين لجأوا إلى قصائد نزار بحثا عن الشهرة، كما حدث مع الشيخ.

ماجدة الرومي هي الأخرى لم تغب عن قائمة من غنوا قباني، فقدمت عدة قصائد أبرزها "كلمات" (1991) التي حمل ألبومها العنوان نفسه، إضافة إلى "بيروت ست الدنيا" التي أدتها بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان، ولاقت صدى واسعا.
وعادت هذه الأغنية للواجهة عقب انفجار مرفأ بيروت عام 2020، حيث استحضرت كلماتها مجددًا في مواجهة الحزن الوطني العارم.

ولماجدة أيضا أعمال أخرى من كلمات قباني منها: "مع الجريدة" (1994)، "طوق الياسمين" (1998)، "أحبك جدا" (2006)، و"وعدتك" (2012).
ويصف سكيكر صوت ماجدة بأنه من أرق الأصوات القادرة على تطويع الشجن والغناء لنزار، وأن ألحان كاظم الساهر ساهمت في إبراز هذه القصائد.

أما الفنانة السورية أصالة نصري، فقد غنت قصيدة "إغضب" عام 1994، وجعلتها عنوانا لألبومها الذي حقق نجاحا نقديا كبيرا، ثم غنت "القصيدة الدمشقية" في مسلسل "نزار قباني"، فزادت شهرتها، ويشار أيضا إلى أغنية أخرى لها بعنوان "من أين يأتينا الفرح"، وهي أقل شهرة لكنها من قصائد نزار كذلك.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة