الجمعة 2 مايو 2025

ثقافة

ألساندرو سكارلاتي.. رائد الأوبرا الإيطالية ومعلم الباروك

  • 2-5-2025 | 03:40

ألساندرو سكارلاتي

طباعة
  • بيمن خليل

يُعد ألساندرو سكارلاتي واحداً من أبرز أعلام الموسيقى الباروكية في إيطاليا وأوروبا، ومن المؤسسين الحقيقيين لفن الأوبرا الحديثة، ووالد المدرسة النابوليتانية التي شكلت ملامح الموسيقى الكلاسيكية فيما بعد. ولد سكارلاتي في باليرمو، صقلية، في 2 مايو 1660، ونشأ في أجواء ثقافية وفنية ساعدته على الازدهار مبكرًا، فقدم أول أعماله الأوبرالية وهو في سن صغيرة، واستمر في مسيرة موسيقية حافلة أثرت في أجيال كاملة من الموسيقيين. قال عنه النقاد إنه "مبتكر الأسلوب الإيطالي في الأوبرا"، حيث ساهم في تحويل الأوبرا من عرض غنائي تقليدي إلى تجربة درامية موسيقية متكاملة. ومن أبرز ابتكاراته اعتماد الـ"ريتورنيللو"، وهي التقنية التي تُستخدم كجملة موسيقية تتكرر لفصل المقاطع داخل الآريا، والتي أصبحت من السمات المميزة لفن الباروك. من أشهر أعماله الأوبرالية: • (1680) النزاهة في الحب • (1707) ميتريداتس يوباتور • (1718) تيليماكوس كتب أكثر من 115 أوبرا، إلى جانب عشرات الـ"أوراتوريو"، والكانتاتات، والمقطوعات الدينية والدنيوية. سكارلاتي لم يكن فقط موسيقياً عظيماً، بل أيضًا معلمًا بارعًا، تتلمذ على يده عدد من أبرز الموسيقيين في عصره، وأبرزهم ابنه دومينيكو سكارلاتي، الذي أصبح بدوره أحد روّاد العزف على آلة الهاربسيكورد، ومؤلفًا لعدد ضخم من السوناتات التي شكلت مرجعية للأجيال اللاحقة. عمل ألساندرو سكارلاتي في عدة مدن إيطالية، منها روما ونابولي وفلورنسا، وارتبط بالبلاط البابوي والفاتيكان لفترة، مما أتاح له تكوين شبكة علاقات واسعة أسهمت في نشر أعماله على نطاق أوروبي. أسلوب سكارلاتي اتسم بالتوازن بين التعبير العاطفي والبنية الموسيقية المحكمة، ومهّد الطريق لعمالقة مثل هاندل وباخ. ومع أنه لم يحظَ بشهرة واسعة بعد وفاته مباشرة، إلا أن القرن العشرين شهد عودة قوية للاهتمام بأعماله، حيث أُعيد إحياء عدد من أوبراته وسُجلت عالميًا. توفي سكارلاتي في 22 أكتوبر 1725 في نابولي، تاركًا إرثًا موسيقيًا ضخمًا، لا يزال يُدرس ويُؤدى حتى اليوم.

الاكثر قراءة