الأحد 4 مايو 2025

تحقيقات

بعد تأجيل الجولة الرابعة.. هل تستمر المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووي؟

  • 3-5-2025 | 15:19

البرنامج النووي الإيراني

طباعة
  • محمود غانم

سادت حالة من الغموض في المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووي الإيراني ، بعد أن أُعلن بشكل مفاجئ عن تأجيل جولة المباحثات الرابعة بينهما، التي كان من المقرر عقدها في العاصمة الإيطالية، وذلك في ظل استمرار سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها الأولى ضد الثانية. 

ضرر بالمفاوضات

أضرت العقوبات الأمريكية التي فرضت في الفترة الأخيرة ضد جهات إيرانية بانتظام سير المباحثات النووية بين واشنطن وطهران، حيث أرجئت الجولة الرابعة التي كانت مقررة في العاصمة الإيطالية، روما، اليوم، إلى موعد لم يُحدد بعد.

وجاء الإعلان عن هذا التأجيل بعد أن انتقدت إيران سياسة الولايات المتحدة بحقها، في ظل ما قالت إنه عقوبات "أمريكية جائرة" ضدها، تنتهك المبادئ والقواعد الأساسية للقانون الدولي، بما في ذلك مبادئ حقوق الانسان.

وفي يوم الأربعاء الماضي، فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على جهات زعمت تورطها في تجارة غير مشروعة للنفط والبتروكيميائيات الإيرانية.

وعقب ذلك، هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض عقوبات على الدول أو الأفراد الذين يتاجرون بالنفط الإيراني، ضمن سياسة الضغط الأقصى التي ينتهجها.

وردًا على ذلك، أكد طهران، أن استمرار هذه السلوكيات غير القانونية لن يغير مواقفها المنطقية والشرعية والمستندة إلى القانون الدولي، مشيرة إلى أن العقوبات تخلق شكوكًا عميقة وانعدام ثقة بشأن جدية أمريكا في مسار الدبلوماسية.

ومع ذلك، فإنها أكدت التزامها بالمسار الدبلوماسي ومستعدة لمواصلة المفاوضات مع واشنطن بشأن البرنامج النووي، مشددة في ذات الوقت على أنها ترفض لغة التهديد والضغوط.

وشهدت الأيام الأخيرة عقد ثلاث جولات من المباحثات بين البلدين بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهي الأعلى مستوى منذ أن انسحب الرئيس دونالد ترامب من اتفاق البرنامج النووي الإيراني في عام 2018، خلال فترة ولايته الأولى.

وتسعى هذه المفاوضات إلى ضمان خلو إيران بالكامل من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات بالكامل عنها، وذلك مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية.

وعُقدت جولات المباحثات الثلاثة الفائتة في أجواء إيجابية، حسب ما دلل عليه حديث الأطراف، الذي أشار إلى الأمور تمضي نحو إبرام اتفاق أمريكي إيراني في هذا الشأن، ومع ذلك لم تعقد الجولة الرابعة في موعدها.

وأكدت سلطنة عُمان، أنه سيتم الإعلان عن موعد الجولة الرابعة، فور الاتفاق عليها من قبل الطرفين، عازية سبب إرجائها إلى دعاوي لوجستية، لم توضحها.

فيما قالت الولايات المتحدة، إنها تتوقع إجراء محادثات جديدة في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن موعد ومكان الجولة التي كان من المفترض إجراؤها، اليوم، لم يتم تأكيدهما مطلقًا، في حين أكد مسؤول إيراني لوكالة الأنباء "رويترز"، أن تحديد موعد جديد "يتوقف على النهج الأمريكي".

إسرائيل المستفيد الأكبر

وتعتبر إسرائيل "المستفيد الأكبر" من هذا الإرجاء الذي طرأ على مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، حيث كان قادتها يعملون على دفع واشنطن نحو الحل العسكري بدلاً من الحل السلمي.

في الأثناء، أبلغت إسرائيل، الولايات المتحدة، بأولوياتها في أي اتفاق محتمل مع إيران بخصوص برنامجها النووي، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي.

وأكد المسؤول، أن بلاده ستكون مضطرة إلى قصف إيران بمفردها إذا استمرت المفاوضات بين الجانبين حول البرنامج الإيراني.

وفي المقابل، لا يتضح ما إذا كان الرئيس الأمريكي سيرضخ للمطالب الإسرائيلية بشأن البرنامج النووي أم لا، وفقًا لما أوردته الوكالة الفرنسية عن مصادرها. 

ورغم أن المطالب الإسرائيلية لم تتضح بشكل كامل، فإن إسرائيل تسعى إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني، كما حدث مع ليبيا في عام 2003، ودون ذلك، لن ترضى.

لا تخفي إسرائيل عزمها على استهداف البرنامج النووي الإيراني، إلا أن المعارضة الأمريكية، بسبب التداعيات التي قد تترتب على ذلك، تبقى عائقاً أمام تفعيل الخيار العسكري. 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة