يبدأ، غدا الثلاثاء، الخامس من أغسطس الجاري، مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالدول النامية غير الساحلية، حيث يجتمع رؤساء دول ووزراء ومستثمرون وقادة مجتمع في "أوازا" على ساحل بحر قزوين في تركمانستان؛ لحضور مؤتمر أممي يُعقد مرة واحدة كل 10 سنوات، لإعادة هيكلة النظام العالمي دعما لـ 32 دولة نامية غير ساحلية، تواجه اقتصاداتها تحديات بسبب افتقارها إلى الوصول إلى البحر.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، يسعى مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالدول النامية غير الساحليةـ بدعم من "برنامج عمل أوازا" الجديدـ إلى تعزيز حرية النقل، وإنشاء ممرات تجارية أكثر ذكاء، وتعزيز المرونة الاقتصادية، وتوفير تمويل جديد لدعم آفاق التنمية لـ 570 مليون شخص يعيشون في تلك الدول.
وبالنسبة للدول غير الساحلية، لطالما حددت الجغرافيا مصيرها- إذ تعد تكاليف التجارة أعلى بنسبة تصل إلى 74% مقارنة بالمتوسط العالمي، وقد يستغرق نقل البضائع عبر الحدود ضعف الوقت المُستغرق في الدول الساحلية. نتيجة لذلك، لا تتعدى حصة الدول غير الساحلية 1.2% من التجارة العالمية.
وستسهم المنتديات المخصصة بمشاركة برلمانيين وقيادات نسائية ومنظمات المجتمع المدني والشباب في إسماع أصوات مختلف شرائح المجتمع في صميم المناقشات. ومن المقرر أن يشارك الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" في المؤتمر.
ويعد برنامج عمل "أوازا" للفترة 2024-2034، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، محورا أساسيا للمؤتمر. ويحدد البرنامج خمسة مجالات ذات أولوية: التحول الهيكلي، البنية التحتية والاتصال، تسهيل التجارة، التكامل الإقليمي، وبناء القدرة على الصمود - مدعومة بخمس مبادرات رئيسية.
من هذه المبادرات إنشاء: مرفق عالمي للاستثمار في البنية التحتية لسد فجوات التمويل. مراكز إقليمية للبحوث الزراعية لتعزيز الأمن الغذائي. لجنة رفيعة المستوى تابعة للأمم المتحدة معنية بحرية العبور، لضمان تدفقات أكثر سلاسة عبر الحدود. مبادرات الاتصال الرقمي لسد الفجوة الرقمية. برنامج عمل تجاري مخصص للدول النامية غير الساحلية في منظمة التجارة العالمية.
وقال الممثل الدائم لتركمنستان لدى الأمم المتحدة السفير "أكسولتان أتايفا": "نفخر باستضافة المؤتمر على ساحل بحر قزوين. نتطلع إلى الترحيب بالجميع في أوازا لحضور مؤتمر تحويلي عملي، يضع البلدان غير الساحلية في صميم الشراكات العالمية".
ويـَعد المنظمون بتوفير مرافق متطورة، ومعارض ثقافية، ومساحات للتواصل مصممة لتحفيز التعاون. كما سيتمكن المندوبون من التواصل مع التراث التركماني بشكل مباشر، من الفنون المحلية إلى مأكولات بحر قزوين.
وبالنسبة للبلدان النامية غير الساحلية، فإن التحديات وجودية.إذ تُعد هذه البلدان من بين الأكثر عرضة لتغير المناخ، وأقلها ارتباطا، وأبعدها عن سلاسل القيمة العالمية. وبدون إجراءات جريئة، سيظل التقدم في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 بعيد المنال.
من جهته.. قال سفير بوليفيا، الذي يرأس حاليا مجموعة البلدان النامية غير الساحلية في الأمم المتحدة "دييغو باتشيكو"، إن مصير البشرية مرتبط ارتباطا وثيقا بمصير هذه البلدان. وأضاف: "معا، يمكننا إطلاق العنان لإمكانات البلدان النامية غير الساحلية - ليس فقط لمصلحة دولنا، بل من أجل المستقبل المشترك للبشرية جمعاء ولكوكب الأرض".
ومع العد التنازلي لانعقاد مؤتمر أوازا، تتزايد التوقعات - ليس حول ما مدى أهمية الجغرافيا (وهي مهمة بالفعل)، بل حول قدرة التضامن العالمي على تجاوز القيود التي تفرضها. وهذا ما يهدف المؤتمر إلى إثباته.