تشتهر مصر بآثارها العريقة التي تمتد عبر آلاف السنين، حيث تضم قطعًا أثرية ذات تراث فريد، مثل الخناجر، التماثيل، والأعمدة، وتستمر عمليات البحث والتنقيب عن عن هذه القطع المهمة في مختلف أنحاء البلاد.
عرف المصريون القدماء بإبداعهم وبراعتهم في صناعة التماثيل ونحتها، وقد أظهروا دقة متناهية في إبراز المغزى من هذه التحف الفنية ذات اللمسات الإبداعية، كما تميزوا أيضًا في صناعة الحلي والإكسسوارات بكل براعة.
كان المصريون القدماء متفوقين على عصرهم، حيث توصلوا لاختراعات وأشياء تفوق ما كان موجودًا في تلك الفترة، وأبرزها تمثال نيلوس.
عثر على تمثال نيلوس في مصر السفلى، في محافظة الإسكندرية، ونقل إلى متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، ولكن في عام 2008 تم إعادتها للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية في 16 أغسطس 2022.
صنعت تلك القطعة الفريدة من مادة صخور، الرخام، ويبلغ ارتفاع التمثال 43 سم؛ والطول 60 سم، والعرض 12 سم.
اشتق اسم النيل من نيلوس الذي يعتبر رمزا لنهر النيل خلال العصر الروماني، ودائما كان يصوره الرومان في هيئة رجل عجوز محاط بستة عشر طفلا، يرمزون إلى الارتفاع المثالي لفيضان النيل، حيث كان ينشد الأطفال ست عشرة أغنية احتفالًا بقدوم الفيضان، وهو تقليد يعود إلى القرن العشرين قبل الميلاد.
كما يصور نيلوس ساندا على فرس النهر، ويحمل في يده اليمنى سنابل القمح، وباليسرى قرن الخيرات الذي كان يصور في العصر الروماني ممتلئا بالفاكهة، ويرمز للوفرة والرخاء.
ويعلو قرن الخيرات الجزء السفلي لطفل صغير يرمز لوحدة قياس ارتفاع مياه النهر وهي الذراع.
وكان للمصريون القدماء طريقتهم في قياس منسوب الفيضان فكان يستخدمون وحدة الذراع (يعادل 0.52 متر)، وذلك باستعمال مقاييس النيل المنتشرة في أنحاء مصر، ومنها ما وُجد في المعابد الكبرى مثل مقياس جزيرة ألفنتين، ومقياس معبد إدفو، ومقياس السيرابيوم في الإسكندرية.
وكان لارتفاع المياه دور محوري في طقوس الإلهة إيزيس، حيث يعد ماء النهر مقدسا في العقائد المصرية القديمة.