جاء اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يوافق الثالث من مايو من كل عام، ليُسلط الضوء على جرائم المحتل الإسرائيلي ضد هذه الأصوات الحرة في قطاع غزة، في محاولة منه لإسكاتها حتى لا تفضح جرائمه تجاه الفلسطينيين، الذي يُمعن في إبادتهم.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، وهو تاريخ بدء الإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني عمومًا، وفلسطينيي قطاع غزة خصوصًا، قتلت إسرائيل بدم بارد أكثر من 210 صحفيين، حسب مؤسسات فلسطينية.
الصحافة الفلسطينية.. المرحلة الأكثر دموية
وفي بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، جرى التأكيد على أن المرحلة الحالية هي الأكثر دموية في تاريخ الصحافة الفلسطينية، حيث ارتقى أكثر من 210 صحفيين منذ بدء الإبادة، فيما سجلت مؤسسات الأسرى نحو 180 حالة اعتقال واحتجاز بين صفوفهم منذ السابع من أكتوبر 2023.
ويعد عدد القتلى هذا، هو الأعلى في العالم منذ بدء بدء عمليات إحصاء عدد القتلى الصحفيين في العام 1992، وفقًا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل أصابت نحو 409 صحفيين، ولم يكن لجميعهم أي ذنب سوى أنهم فضحوا الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين العزل هناك.
من جانبها، أكدت حركة حماس، أن إسرائيل في الوقت الراهن تواصل استهداف الصحفي الفلسطيني، وكل الوسائل الإعلامية العاملة في فلسطين، عبر جرائم القتل المتعمَّد والملاحقة والاعتقال والتضييق والمنع من التغطية الإعلامية.
وشددت على أن حرّية الصحفي في نقل معاناة الفلسطينيين للعالم وفضح جرائم المحتل الإسرائيلي، هي حقّ كفلته كلّ المواثيق، غير أن إسرائيل تواصل انتهاك هذا الحق بشكل سافر دون محاسبة أو محاكمة.
وقالت إن هذه الجرائم بحق الصحفيين تكشف مدى خوف حكومة الاحتلال الفاشية من تأثير الإعلام ودوره في فضح جرائمها وعدوانها، كما تثبت فشلها الذريع في مواجهة الرواية الفلسطينية.
وطالبت حماس، المؤسسات بالعمل على تجريم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الصحفيين الفلسطينيين وفضحها أمام الرأي العام العالمي، وضمان حمايتهم في أداء رسالتهم، والضغط للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في سجون الاحتلال.
"الحقيقة أقوى من الرصاص"
وبمناسبة هذا اليوم، نظمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين وقفة في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي غزة، للمطالبة بوقف الانتهاكات المستمرة ضدهم. حيث رفعوا لافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الإعلامية"، و"أوقفوا قتل الإعلاميين"، و"الحقيقة أقوى من الرصاص".
وفي الوقفة، أكد نائب نقيب الصحفيين، تحسين الأسطل، أن إسرائيل ترتكب جريمة بحق الصحفيين الفلسطينيين بقتلهم بشكل مباشر وتدمير منازلهم، إضافةً لما يواجهونه في حرب التجويع التي يعاني منها القطاع جراء إغلاق تل أبيب للمعابر منذ نحو شهرين.
وطالب الأسطل، المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بوقف حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو 19 شهرًا، مشددًا على مواصلة الصحفيين في قطاع غزة نقل رسالتهم الإعلامية ووقائع الإبادة التي ترتكبها إسرائيل للعالم.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.