الأحد 4 مايو 2025

مقال رئيس التحرير

محرقة النكبة.. فصول من جرائم الصهيونية في الأرض المقدسة

  • 4-5-2025 | 14:18
طباعة

ملفان تفرد لهما الهلال مساحة معتبرة في عددها هذا الشهر.. أما الملف الأول فقديم جديد متصل، تتوالى فصوله منذ أن أسس الأفاق تيودر هرتزل للصهيونية وجرائمها الممتدة وألف كتابه الملعون "الدولة اليهودية" -نشر في فبراير عام 1896 -.

منذ هذا الوقت بدأت الجرائم الصهيونية وسفك دماء الأبرياء.

يرتكب العدو الصهيونى المذبحة تلو الأخرى بدم بارد، تمر العقود وتمضى السنون ويسفك الصهاينة دماء الأبرياء في المنطقة العربية.

نكشف في ملفنا الفكر الصهيونى وكيف تصدى له وفضحه كبار الكتاب والفلاسفة والمفكرين ليس في مصر فقط، بل حول العالم أيضا، ومن بينهم مفكرون يهود.

أما الملف الثانى الذى يلازم الأول ولا ينفك عنه، فهو الدراما والحوار الدائر حولها، وسأبين مقصدي حتى لا يتوه القارئ العزيز ويتساءل أين الربط بين الملفين؟!.

ما أقصده ونحن نناقش أحوال الدراما في هذا التوقيت العصيب، ونواجه خطرا صهيونيا غير مسبوق يهدد الأمن القومى العربى بأسره، ما أحوجنا إلى دراما تناقش الفكر الصهيونى وتفند أكاذيبه، وتبين جذوره الاستعمارية وتفضح الصهيونية من أساسها، وتكشف الجرائم التى ارتكبها العدو عبر السنين الطويلة منذ تيودر هرتزل، وبعده وعد بلفور، وليس انتهاء بالنكبة العربية، ولا أسميها الفلسطينية، بل نكبة عربية شاملة، لا نزال نعيش آثارها ونشاهد فظائعها حتى اللحظة الآنية.

نحتاج دراما ملحمية تكشف جرائم الفكر الصهيوني، مشروعاً قومياً تعكف عليه الجهات المعنية، نحتاج إلى خطة إنتاج دراما عالمية وليست محلية فقط نروى من خلالها قصتنا، فنحن من نملك الرواية الحقيقية في مواجهة الأكاذيب الصهيونية.

الصهاينة يرتعبون من فضح فكرهم الإجرامي ولنا في مسلسل فارس بلا جواد للفنان محمد صبحي مثال حي  على الذعر الذي أصابهم بسببه لأنه تضمن فقط مقتطفات من بروتوكولات حكماء صهيون حتى أنهم اتهموه بمعاداة السامية.

الصهاينة نسجوا من المحرقة النازية رغم الاختلاف حولها قصصا مروعة، لا يزالون يتاجرون بها حتى هذه اللحظة، ونحن تعرضنا لنكبة كبرى فصولها تتتابع، ارتكب –ولا يزال– الاحتلال الصهيونى خلالها جرائم فظيعة ومجازر يندى لها جبين الإنسانية، منذ المواجهة الأولى في حرب فلسطين 1948، ومرورا بالفصول كلها حتى العدوان الإسرائيلي على غزة والإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق الأبرياء في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسط صمت العالم الذي يشاهد المجازر على الهواء مباشرة دون أن يحرك ساكنا.

روايتنا العربية تستحق أن تكتب جيدا، فهي الرواية الصادقة التي ترعب العدو وتظهر أكاذيبه التى يصدرها للعالم.

حان الوقت لنكشف ونفضح جرائم العدو، نحن أصحاب الأرض والحق، دماء الضحايا والأبرياء التي سفكها الصهاينة عبر العقود تكتب بالدماء آلاف الروايات والقصص عن الفظائع والجرائم.

مذابح العدو التى نفذها بدم بارد منذ دخل أرضنا المباركة لا بد أن يشاهدها العالم في دراما عربية خالصة.

كل مذبحة ارتكبها العدو لابد أن توثق، نكتب عن سلسلة المجازر التي نفذها الاحتلال منذ النكبة ضد عشرات الآلاف من الأبرياء.

مجزرة قرية دير ياسين تنطق بالحق، مذبحة مروعة ارتكبتها العصابات الصهيوينة، وقبلها مذبحة بلدة الشيخ في 1947 على يد العصابة الصهيوينة الهاجاناة، ومذبحة قرية الطنطورة، وأبو شوشة وخان يونس وصبرا وشاتيلا ومذبحة الحرم الإبراهيمي ومخيم جنين.

وغيرها وغيرها، عشرات بل مئات المذابح، سجل أسود من الجرائم الصهيونية، محارق متجددة كل يوم.

ومن ينسى مجزرة مدرسة بحر البقر، الجريمة الصهيونية التي لا تسقط بالتقادم، 55 عاما مرت على المذبحة التي وقعت صباح 8 أبريل 1970 ولا تزال "كراريس" الأطفال الأبرياء تقطر دما، بعد تعرض مدرستهم للقصف على يد طيران دولة الكيان الصهيوني الخسيس.

المذابح لن تنتهي وجرائم الصهيونية البغيضة لن تتوقف وتوثيقها في دراما تدحض الأكاذيب التي يروجها العدو الذي لم يكن يوما إلا ذئبا يسفك الدماء، سرق الأرض وقتل ولا يزال يقتل أهلها.

جرائم الصهيونية التي كشفها كبار المفكرين حول العالم لا بد أن توثق، وفكرها المنحرف لا بد أن يعالج دراميا، وهذا مشروع وطني، لا بد أن يعكف عليه المعنيون، وهذه دعوة تطلقها "الهلال" لتوثيق جرائم العدو الصهيوني، وندعو إلى أعمال تجسد حياة كبار المفكرين المصريين الذين تصدوا لأفكار الصهيوينة، وهنا نطرح اسمين تحديدا والقوس مفتوح "جمال حمدان وعبد الوهاب المسيري....".

توثيق جرائم الفكر الصهيونى واجب في هذا الوقت العصيب ليكون ذلك بلاغًا للعالمين.

الاكثر قراءة