تجد معظم الأمهات أن التحدث مع طفلك عن الموت مهمة صعبة ومؤلمة، خاصة في حالة فقدان أحد المقربين، ولذلك نوضح في السطور التالية أهم الخطوات التي تساعدك في شرح الوفاة لصغارك بطريقة تناسب نموهم العقلي والعاطفي، مع التقليل قدر الإمكان من شعورهم بالخوف أو الصدمة، وفقاً لما ذكره خبراء التربية عبر موقع "Today's Parent"
-قبل أن تبدئي هذه المحادثة المهمة، توقفي لحظة لتقييم حالتك النفسية، وهل أنت مستعد نفسيًا لمناقشة الوفاة؟ هل تملكي التفاصيل والمعلومات التي ستخبرين بها صغيرك؟، لن من الضروري أن تدخلي الحديث وأنت هادئة ومتماسكة قدر الإمكان، وتذكري أن هذا النوع من المواضيع لا يمكن تأجيله إلى الأبد، حتى لو لم يكن الطفل قادرًا على التعبير بالكلمات، فإنه يشعر بوجود مأساة من خلال ملاحظته للغة الجسد، والدموع، وتغير الأجواء في المنزل، لأنهم بارعون في التقاط الإشارات، ولا يمكننا إخفاء حزننا عنهم.
-عندما تصبحين مستعدة للحديث مع طفلك، اختاري كلماتك بعناية، ولا تخجلي من الاعتراف بأنك لا تعرفي كل الإجابات، وتجنبي استخدام تعبيرات ملطفة أو غامضة مثل "نام للأبد" أو "عبري إلى الضفة الأخرى"، لأنها قد تزيد الصغير حيرة أو خوفًا، وبدلاً من ذلك، استخدمي كلمات واضحة ومباشرة تشرح الحقيقة بلغة بسيطة.
طرق مناسبة للحديث عن الموت وفقاً لعمر طفلك:
الأطفال أقل من عامين أو غير القادرين على الكلام:
حتى مع الأطفال الصغار جدًا الذين لا يفهمون معنى الموت الكامل، من المهم أن نكون صريحين معهم، خاصة إذا أثرت الوفاة على روتينهم اليومي، واستخدمي جملًا قصيرة ومباشرة مثل: "جدتك لن تأتي لأنها ماتت"، ولا داعي للدخول في تفاصيل معقدة، بل حافظ على بساطة الشرح، وفي هذه المرحلة، من الجيد التفكير في القيم والمعتقدات الدينية للعائلة، والاتفاق مع شريكك على ما ستشاركونه مع الصغير حول الموت من منظور ديني أو روحي، كما يمكن استغلال المواقف البسيطة في الطبيعة لتعريف الموت، مثل مشاهدة زهرة ذابلة أو حشرة ميتة، وهذه المواقف تمنح فرصة طبيعية وبسيطة لبدء الحديث عن الموت بدون تهديد مباشر.
الأطفال بين 3 و8 سنوات:
في هذا العمر، يستطيع الأطفال فهم فكرة الموت بشكل أفضل، وقد يطرحون أسئلة كثيرة ومتكررة، و من الطبيعي أن ينشغل الصغير بفكرة الموت، وقد يذكره مرارًا خلال اليوم أو يعبر عنه بالرسم أو اللعب التخيلي، وهذا السلوك طبيعي وهو طريقة الطفل لمعالجة وفهم الفقد، ولا داعي للقلق إذا بدا الابن مهووسًا بالموضوع مؤقتًا، لأن هذا لا يعني بالضرورة وجود صدمة نفسية، بل هو جزء من تكيفه مع فكرة جديدة ومخيفة، و مع ذلك، استمعي لأسئلته وطمأنته بأن الحديث عن الموت مرحب به، مع توجيهه للحديث في الأماكن المناسبة، ويمكن الاستفادة من الكتب والقصص والأفلام التي تتناول الوفاة بشكل غير مباشر لفتح باب الحوار.
الأطفال من 9 سنوات فما فوق:
الأطفال الأكبر سنًا قد يبدون أكثر نضجًا، لكن حزنهم قد يكون أعمق مما يظهرونه، في هذا العمر، قد يفضلون الحديث مع أصدقائهم بدلًا من والديهم، ليس لأنهم لا يثقون بكم، بل لأنهم لا يريدون تحميلكم مزيدًا من الألم، ومن المهم أن تسألي صغيرك بلطف: "إذا لم ترد التحدث معي، هل هناك شخص آخر تثق به وتتحدث معه؟"، ويمكن أن يكون هذا الشخص صديقًا، معلمًا، مدربًا، أو مرشدًا في المدرسة، وإعلام هؤلاء الأشخاص بأن طفلك يمر بحالة فقد حتى يتمكنوا من دعمه.