شهدت العلاقات المصرية الروسية تطورات لافتة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث نجح في تحويل الروابط التاريخية المميزة التي تجمع بين البلدين إلى تعاون استراتيجي في مختلف المجالات، بما يعزز المصالح الثنائية المتبادلة بينهما.
العلاقات مصرية الروسية
منذ تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا للبلاد في عام 2014، اكتسبت العلاقات المصرية الروسية طابعًا استراتيجيًا انعكس من خلال حرص البلدين على تبادل الدعم السياسي على المستوى الإقليمي والدولي، في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسي وتهديد الأمن القومي لكليهما.
وفي هذا السياق نجد أن البلدان يحرصان على تبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، حيث يتضح ذلك من خلال الاتصالات المكثفة التي تتم بين البلدين على مختلف المستويات السياسية.
فعلى صعيد القضايا الإقليمية، يؤكدان البلدان أهمية دفع جهود تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتسوية الأزمات القائمة بها على نحو يحقق مصالح الشعوب وتطلعاتها.
وتشارك روسيا، مصر رؤيتها إزاء العديد من الأزمات، مثل الوضع في السودان، وليبيا، وسوريا، واليمن، حيث تؤكد موسكو أنها تحترم وحدة الدول وسيادتها، وترفض أي محاولات للتدخل أو السيطرة على أراضيها.
أما على الصعيد الدولي، لا يختلف الوضع كثيرًا، حيث يحرص البلدان على التنسيق فيما بينهما في القضايا الدولي الشاغلة، غير أن ذلك غالبًا ما يتمحور حول القضايا الإنسانية.
كما يحرص البلدان على تعزيز مختلف أطر التعاون بينهما، خاصةً من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجارية بينهما، فضلًا عن التعاون في المجال العسكري.
وفي ضوء ذلك، وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في عام 2018، اتفاقية بشأن الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، شملت العلاقات التجارية والصناعية. وقد أدت هذه الاتفاقية إلى تطور العلاقات المصرية الروسية بشكل أكبر، أشاد به كلا البلدين.
فعند لقائه بنظيره الروسي، خلال قمة بريكس الفائتة، أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا منذ توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين عام 2018، والمساهمة الروسية الفعالة في تنفيذ المشروعات القومية، وعلى رأسها محطة الضبعة للطاقة النووية، والأهمية التي توليها لمشروع المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
كما أعرب الرئيس عن تقديره الكبير للدعم الروسي لانضمام مصر لتجمع البريكس، وكذا الجهد المقدر الذي بذلته روسيا طوال فترة رئاستها للتجمع، حيث حرصت مصر على المشاركة في مختلف الفعاليات التي عقدت خلال فترة الرئاسة الروسية.
وشدد الرئيس على تطلّع مصر لتفعيل أطر التعاون مع روسيا، سواء على الصعيد الثنائي أو من خلال أطر التعاون متعددة الأطراف، وفي مقدمتها تجمع بريكس. كما أكّد على أهمية تعزيز التبادل التجاري بالعملات المحلية في إطار تجمع بريكس وإصلاح المنظومة الدولية بما يحقق مصلحة البلدين ودول العالم النامي.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي على تطلّع بلاده لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، التي تمثّل ما يقرب من ثلث إجمالي حجم التجارة الروسية مع إفريقيا.
وقد انعكس تطور العلاقات المصرية الروسية بالإيجاب على الصعيد الاقتصادي، حيث ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى روسيا لتسجل 607 ملايين دولار خلال عام 2024، مقابل 524 مليون دولار خلال عام 2023، بنسبة ارتفاع بلغت 15.8 بالمائة.
فيما بلغت قيمة الواردات المصرية من روسيا ستة مليارات دولار خلال عام 2024، مقابل خمسة مليارات دولار خلال عام 2023، بنسبة ارتفاع قدرها 19.3 بالمائة.
مشاركة رئاسية في عيد النصر الـ80
واليوم، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في فعاليات العرض العسكري في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ80 لعيد النصر، وذلك تلبية لدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين.