أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته والمستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس اليوم الجمعة التزام الحلف بتعزيز قدراته الدفاعية الجماعية، وتعميق التعاون عبر الأطلسي، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا.
وخلال مؤتمر صحفى مشترك بمقر الحلف ببروكسل، رحب روته بالمستشار ميرتس في أول زيارة له لمقر الحلف منذ توليه منصبه، مشيدًا بالدور الحيوي لألمانيا في تعزيز الأمن الجماعي. وأثنى على قيادة ألمانيا للوجود العسكري للناتو في ليتوانيا، ومشاركتها في الدوريات الجوية فوق دول البلطيق، فضلًا عن دعمها العسكري المستمر لأوكرانيا. وأشار روته الى أن عضوية ألمانيا الطويلة الأمد، التي امتدت على مدار 70 عامًا من أصل 75 عامًا لتأسيس الناتو، دليلًا على التزامها الدائم بالحلف.
من جهته، أكد ميرتس التزام بلاده العميق بالتحالف عبر الأطلسي، مشيرًا إلى أن حكومته تعمل على رفع الإنفاق الدفاعي بما يتماشى مع تحديات المرحلة. وشدد على ضرورة تحسين كفاءة الإنفاق العسكري من خلال تبسيط إجراءات الشراء، وتوحيد المعايير، وتحقيق وفورات الحجم في الإنتاج الدفاعي.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، أدان الزعيمان بشدة العدوان الروسي، داعين إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، مؤكدَين استمرار دعم الناتو لكييف عسكريًا وإنسانيًا. كما أشارا إلى أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى الحلف تظل منظورًا طويل الأمد، وليست جزءًا من المفاوضات الجارية بشأن السلام.
وفيما يخص مستقبل الحلف، أعرب ميرتس عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى استراتيجية موحدة بين الحلفاء في القمة المقبلة فى لاهاى فى 24 و25 يونيو المقبل، مشيرًا إلى تغير إيجابي في موقف الإدارة الأمريكية إزاء دعم الناتو.
وتطرق الطرفان إلى ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي بين الدول الأعضاء في الناتو، حيث أشار الأمين العام لحلف الناتو إلى أن نسبة 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لم تعد كافية، مؤكدًا أهمية بناء قاعدة صناعية دفاعية أقوى .وأقترح روته تعزيز الانفاق الدفاعى الى نسبة تصل الى 5ر3 بالمائة، بالاضافة الى نسبة 5ر1 بالمائة إضافية لتعزيز البنية التحتية الدفاعية.
وفي المقابل، أوضح المستشار ميرتس أن ألمانيا ستزيد إنفاقها الدفاعي بما يتماشى مع التزامات الناتو، لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية الإنتاج الفعال وتقليل تنوع أنظمة الأسلحة.
وشدد القادة أيضًا على أهمية تركيا كشريك استراتيجي في الحلف، وأكدت ألمانيا التزامها بالحفاظ على علاقات وثيقة مع أنقرة ضمن إطار الناتو.
يأتي هذا اللقاء في وقت حساس يشهد فيه الحلف مراجعة شاملة لأولوياته الدفاعية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية.