قال الملياردير الأمريكي بيل جيتس، إنه أصيب "بالرعب" بسبب التخفيضات التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبرامج المساعدات العالمية، واعداً بأنه سيمارس ضغوط على البيت الأبيض والكونجرس للمساعدة في استعادة بعض الخدمات التي ألغيت جراء تلك القرارات.
وحذر مؤسس شركة "مايكروسوفت" الأمريكية العملاقة، في مقابلة خاصة مع منصة "سيمافور"، بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس "صندوق جيتس" للأعمال الخيرية، من أن مثل تلك التخفيضات من المرجح أن تتسبب في إزهاق الأرواح في عدد من أكثر المناطق هشاشة وفقراً على مستوى العالم.
ورغم تحذيراته ورعبه من التخفيضات، قال جيتس، في حديثه مع المنصة المعنية بالشؤون الأفريقية، "لا زلت متفائلاً تماماً حيال ما يمكن إنجازه خلال ال20 عاماً المقبلة، رغم أني أصبت بالرعب إزاء الحالة التي وصلنا إليها مع مثل تلك التخفيضات في المساعدات"، في إشارة إلى إلى تخفيضات المساعدات الأجنبية الأمريكية بعشرات المليارات من الدولارات وتشديدات الموازنات التي أجرتها البلدان الأوروبية الثرية.
وأقر الملياردير الأمريكي بأن "تخفيضات هيئة المعونة الأمريكية (يو إس إيه آي دي) تفوق كثيراً ما يمكن أن يقدمه "صندوق جيتس" وأتطلع إلى يوم يمكننا فيه الوصول والعودة مجدداً إلى مثل تلك الأرقام التي كانت تنفقها المعونة الأمريكية."
كان جيتس أعلن الخميس الماضي أنه يخطط حالياً للتبرع "فعلياً" بكل ثرواته، وهو ما قدر بنحو 200 مليار دولار، خلال السنوات الـ20 المقبلة وإنهاء عمل صندوقه الخيري بحلول عام 2045.
وتأتي كلماته في وقت تتعالي فيه الأصوات داخل القارة الأفريقية لتتساءل في ظل تخفيضات واشنطن لمساعداتها الخارجية، عن الأسباب التي لازالت تقع فيها العديد من الدول الأفريقية فريسة الاعتماد على المساعدات الدولية لإصلاح ومساندة أنظمتها الصحية.
وأشار جيتس في حديثه لرئيس تحرير منصة "سيمافور"، ينيكا أديجوك، إلى أن هناك دولاً مثل الهند وفيتنام نجحت في "الخروج إلى حد كبير" من تبعية هذا الدعم، ومن ثم عرفت اقتصاداتها سبل الاستفادة بعد ذلك.
واعتبر أن تلك هي الطريقة "المثلى" التي لابد أن تعمل بها المساعدات، وكيف يمكن أن يكون مثل ذلك في أفريقيا، لافتاً إلى كل من رواندا وتنزانيا، باعتبارهما نموذجين مهمين للدول التي "تدير منظومتيها الصحيتين الأوليتين على نحو طيب للغاية."
لكن جيتس حذر من أن التخفيضات المفاجئة في برامج المساعدات الحكومة ينطوي على تداعيات خطيرة قائلاً "لدينا الكثير من الشركاء العظماء، لذا سيكون لزاماً علينا المفاضلة.. لكن للأسف، أي شخص سيقول إن هذه المساعدات لن ينجم عنها ضرراً، يكون قد جانبه الصواب."