الإثنين 12 مايو 2025

ثقافة

أحمد الشافعي: قصور الثقافة تصنع مسرحًا في كل المحافظات.. و «نوادي المسرح» أكبر مشروع إنتاجي في مصر (حوار)

  • 11-5-2025 | 19:27

أحمد الشافعي

طباعة
  • همت مصطفى


 أحمد الشافعي :  في نوادي  المسرح بالمحافظات.. والشباب هم الأبطال

              : نقل المهرجان إلى القناطر الخيرية خطوة لكسر مركزية العاصمة
             : المسرح حيٌّ ومزدهر.. رغم كل التحديات

             رسالتي للشباب: لا تخشوا التجريب.. فالمسرح لا ينضج إلا بالمحاولة
           : وثقنا كل العروض والفعاليات بالفيديو بالتعاون مع المركز القومي للمسرح

           : بإمكانات محدودة وأفكار جريئة.. نصنع مسرحًا مختلفًا

في زمن تتسابق فيه الفنون لتثبت مكانتها وسط زخم ثقافي متسارع، يظل المسرح متربعًا على العرش، فهو أحد أكثر أشكال التعبير صدقًا وجرأة، حين ينبض من قلب الناس، من الشوارع والقرى، من قصور الثقافة المنتشرة على امتداد أرض مصر، وهنا تتألق تجربة «نوادي المسرح»، وهي المشروع الأضخم على الإطلاق لإنتاج العروض على مستوى الجمهورية، حيث تصدح خشبات المسارح في الأقاليم والنجوع والقرى بأصوات شباب واعد، يمتلك الشغف والموهبة والحلم.

تجربة «نوادي المسرح»، والتي تقدم من الإداري العامة للمسرح، التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة،  ليست فقط عددًا مذهلًا من العروض، بل هي فلسفة متكاملة لتكريس الفن كحق للجميع، وبوابة لاكتشاف طاقات إبداعية جديدة كل عام، من الإسكندرية لأسوان، ومدن القناة.

وفي إطار ختام فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الختامي لنوادي المسرح  نفتح الباب للحديث مع الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة عن هذا المشروع الطموح.

وفي هذا الحوار الخاص، نقترب أكثر من كواليس المشروع، وفلسفته، وطموحاته، وخطط تطويره،  مع الفنان أحمد الشافعي، لنعرف فكيف ترى الهيئة العامة لقصور الثقافة ممثلة في الإدارة المركزية للشئون الفنية  موقع المسرح اليوم؟ وكيف تواصل جهودها لدعم هذه التجربة الرائدة؟ وما الذي شهدته دورة المهرجان  من جديد؟ وتخطط له بالمستقبل، كل هذا وأكثر في هذا الحوار الذي يلقي الضوء على أحد أهم المشاريع الثقافية وأكثرها جماهيرية في مصر اليوم.

في البداية، كيف تقيّم حال ووضع المسرح داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة حاليًا، خاصة في ظل الظروف الثقافية المتغيرة؟ وخاصة تجربة وعروض نوادي المسرح؟

المسرح داخل الهيئة العامة لقصور الثقافة يشهد حالة من الحراك الحيوي، رغم كل التحديات، وخاصة «نوادي المسرح» التي أثبتت قدرتها على الاستمرارية والتطور، حيث تُعد واحدة من أهم المشاريع الثقافية التي تقدم فرصًا حقيقية للمواهب في المحافظات، وتدفع بعناصر جديدة إلى ساحة العمل المسرحي على مستوى الجمهورية.

ما هي الأهداف الأساسية التي تسعى الإدارة المركزية للشئون الفنية لتحقيقها فيما يتعلق بالمسرح؟

تهدف الإدارة إلى دعم اللامركزية في الإنتاج المسرحي، وتوسيع قاعدة الممارسين للفن المسرحي، مع التركيز على اكتشاف المواهب وتدريبها، وتوفير بيئة إنتاجية عادلة تتيح التعبير الحر والمبتكر، إلى جانب تطوير البنية التحتية وتنويع المشاريع والمهرجانات.

كيف تعمل الهيئة العامة لقصور الثقافة ممثلة في الإدارة المركزية للشئون الفنية على اكتشاف ودعم المواهب الشابة في مجال المسرح، خاصة في المحافظات البعيدة عن العاصمة؟

يتم ذلك من خلال مشروعات مثل «نوادي المسرح»، ومهرجانات الأقاليم، والورش التدريبية، وبرامج اكتشاف الموهوبين التي تقام على مدار العام، كما يتم إشراك فناني الأقاليم في لجان المشاهدة و التحكيم لضمان عدالة التمثيل، بالإضافة إلى دعم العروض التي تنفذ بأقل الإمكانيات، وتشجيع التجريب والتنوع.

حدثنا عن فلسفة «نوادي المسرح»، لهذا الموسم المسرحي 2024/ 2025؟ وهل هناك توجه ما في هذا المشروع؟

نوادي المسرح مشروع عتيق وراسخ له فلسفته منذ بدايته لكن بالممارسة والتراكم فقط نحاول الإضافة إلى تلك الفلسفة من أجل التطوير لا إعادة اختراع العجلة.

لكن الموسم الحالي يحمل توجهًا واضحًا نحو ترسيخ مفهوم التجريب الحر، وتكريس التنوع في أشكال التعبير المسرحي، هناك إيمان بأن نوادي المسرح ليست مجرد مسابقة، بل مساحة للبحث الفني وتطوير أدوات المخرجين الشباب، وهو ما نحرص على دعمه في كل مراحل المشروع.

وما هي المعايير التي يتم الاعتماد عليها في اختيار العروض المشاركة في المهرجان الختامي؟

تعتمد المعايير على جودة الإخراج، ومستوى التمثيل، وقدرة الفريق على تطويع الإمكانيات البسيطة، إلى جانب فكرة العرض وجرأتها الفنية، ومدى انسجام عناصر العمل، و هناك لجان متخصصة تُشاهد العروض وتُصدر تقييماتها بشفافية لضمان وصول الأفضل للمهرجان الختامي.

كيف تم تنظيم التصفيات في الأقاليم هذا العام؟ وهل تم إدخال أي آليات جديدة لضمان الشفافية وتكافؤ الفرص؟

تمت التصفيات الإقليمية من خلال لجان مشاهدة مستقلة، وتم الاعتماد على عناصر من خارج الأقاليم نفسها لضمان الحياد..وتوثيق كل النتائج في خطوة لضمان العدالة وتكافؤ الفرص.

كيف يتم اختيار الأساتذة المشاركين في لجنة التحكيم لهذا العام؟ بالمهرجانات الإقليمية والختامي، وهل كان هناك توجهًا لإشراك أسماء جديدة أو من الشباب؟

نعم، تم الحرص هذا العام على إشراك عدد من الأسماء الجديدة، ومنهم مبدعون شباب يملكون تجارب مميزة، كما تم اختيار شخصيات ذات مصداقية عالية في الوسط المسرحي، تجمع بين الخبرة والرؤية المعاصرة.

كيف خططتم لتقديم المهرجان هذا العام، في القناطر الخيرية، خارج العاصمة، وما جدوى ذلك؟

نقل المهرجان إلى القناطر الخيرية يأتي ضمن خطة الهيئة لنقل الفعاليات الثقافية إلى خارج مركزية القاهرة، وإتاحة الفرصة لجمهور جديد، ولتأكيد أن العمل الثقافي ليس حكرًا على العاصمة، بل مشروع وطني يشمل كل المحافظات.

 ما الجديد في مهرجان ختامي «نوادي المسرح» 2025 مقارنة بالدورت السابقة و الأخيرة؟

من أبرز الجديد هذا العام اعتماد نظام التوثيق الكامل للعروض، وإشراك أسماء جديدة في لجان التحكيم، واختيار موقع جديد لإقامة المهرجان في القناطر الخيرية خارج العاصمة، كما يشهد المهرجان ربطًا مباشرًا مع ورش اعتماد المخرجين الجدد..حتى تسير الأمور بالشكل المخطط لها وتؤتي ثمارها.

 كيف تم الاتفاق على توثيق عروض المهرجان؟ وتصويرها فيديو، ومن صاحب المبادرة؟ وهل يوجد آليات أخرى من قبل الهيئة والإدارة المركزية لتوثيق العروض وكافة فعاليات المهرجان كل عام؟

المبادرة جاءت بالتنسيق بين الهيئة العامة لقصور الثقافة والمركز القومي للمسرح برئاسة المخرج عادل حسان، وتم بالفعل عمليات التصوير الاحترافي لجميع العروض المشاركة، على أن يتم أرشفتها كمحتوى مرجعي وتوثيقي، وهناك خطة لتوسيع عملية التوثيق مستقبلًا لتشمل ورش العمل والندوات المصاحبة للمهرجان فيما بعد.

هل هناك دعم من إدارات أخرى من هيئة قصور الثقافة للمهرجان؟ بجانب الإدارة العامة للمسرح؟ وكيف يمكن تعزيز هذا الدعم مستقبلًا؟

نعم، هناك تعاون ملحوظ من عدد من الإدارات داخل الهيئة، تعمل إلى جانب الإدارة العامة للمسرح كعناصر مساعدة في تنفيذ مهرجان نوادي المسرح، من بينها: إدارة المهرجانات، وإدارة العلاقات العامة، وإدارة الإعلام، وإدارة النقل، والشؤون الهندسية، هذا التعاون يشكل شبكة دعم لوجستي وفني تساعد على تحقيق انسيابية التنظيم، ويمكن تعزيز هذا الدعم مستقبلًا من خلال التنسيق المبكر، وتخصيص فرق عمل ثابتة للمهرجان، وتبادل الخبرات عبر الدورات المتتالية.

كيف تتعامل الهيئة والإدارة المركزية للشئون الفنية، مع قلة الدعم المادي، المتاح لعروض «نوادي المسرح»، ؟ في مختلف الأقاليم؟ لتأكيد فلسفة المشروع؟

فلسفة نوادي المسرح تقوم على تقديم عروض بإمكانيات بسيطة، والتركيز على الإبداع والتجريب. لذلك يتم توفير دعم رمزي للعروض، لكنه مستمر، ويصل إلى كل المحافظات، كما يتم توفير الدعم اللوجستي من خلال فرق العمل المحلية، وتقنيات التعاون بين الأقاليم.

هل يضمن المهرجان الختامي تمثيل عادل لكافة المحافظات وخاصة الحدودية وفي الجنوب؟ وكيف يتم ذلك؟

نعم، يتم ضمان التمثيل العادل من خلال تنظيم التصفيات في كل إقليم ثقافي على حدة، بما يتيح فرصة متساوية لجميع الفرق، بما فيها الفرق من المحافظات الحدودية. كما يتم تخصيص مقاعد ثابتة لكل إقليم في المهرجان الختامي، لضمان التنوع الجغرافي.

كيف يساهم المهرجان في تطوير الحركة المسرحية في جميع محافظات مصر وفي مقدمتها المناطق البعيدة عن المركزية والعاصمة؟ وما دور«نوادي المسرح»،  الحركة المسرحية المصرية المحلية بصفة عامة؟

نوادي المسرح هي المعمل الأساسي لاكتشاف المواهب، والمهرجان الختامي هو منصتها الأهم المشروع يضمن استمرارية التجريب والتدريب والاحتكاك على مدار العام، وهو يسهم في إثراء الحركة المسرحية المحلية بإمدادها بدماء جديدة ورؤى فنية متنوعة، تخرج من قلب المحافظات.

هل هناك نية لتوسيع نطاق المهرجان نحو تنظيم ورش عمل أو تدريبات متخصصة للمشاركين؟ كمان كان في الدورات السابقة؟ واستضافة جميع المخرجين والفرق لحضور جميع أيام المهرجان؟

بالفعل هناك نية لاستمرار الورش التدريبية، وقد تم تطوير آلية ورشة «اعتماد المخرجين» هذا العام بحيث يلتحق بها كل من تأهل للمهرجان الختامي، إضافة إلى من حصل على نسبة 75٪ من التقييمات، وذلك في مرحلة تأسيسية تبدأ خلال شهر أغسطس المقبل، وقد تقرر عدم إقامة الورش خلال أيام المهرجان الختامي حتى يتمكن كل مخرج من التفرغ التام لعرضه، على أن تتم الورشة بالتزامن مع ملتقى عروض الدفعة السابقة، لضمان التفاعل بين الخبرات ونقل التجربة.

 ما أبرز التحديات التي تواجه المهرجان هذا العام، سواء فنية أو تنظيمية أو مالية؟

 تم تدارك معظمها بجهود تنسيقية عالية المستوى.

هل هناك خططًا مستقبلية لتطوير«نوادي المسرح»، ومهرجاناتها؟ وعروضه كأن تمثل مصر في محافل عربية ودولية؟

هناك بالفعل خطط مستقبلية لهذا التوجه، تشمل تطوير آليات التدريب والتقييم والإنتاج، وتنسيق شراكات مع مؤسسات دولية ترعى عروضًا مميزة، كما يتم التحضير لمشاركة بعض العروض في مهرجانات عربية من خلال التنسيق مع إدارة العلاقات الثقافية الخارجية.

ما الرسالة التي تود توجيهها للمشاركين وفي مقدمتهم المخرجين الشباب في المهرجان؟ وجميع المشاركين في العروض المنتجة لهذا الموسم ؟

رسالتي الأساسية: أنتم حجر الأساس في مستقبل المسرح المصري، اجتهدوا، وجرّبوا، ولا تخافوا من السقوط، فكل تجربة جديدة تصنع تراكمًا يقود إلى نضج فني حقيقي، «نوادي المسرح»،  ليست منصة تنافس فقط، بل مساحة للنمو، فاصنعوا منها مختبركم الحر.

في ظل مشروع «نوادي المسرح»،  كيف ترى مستقبل المسرح في قصور الثقافة خلال السنوات المقبلة؟

أرى مستقبلًا واعدًا إذا استمر هذا المشروع في التطور، وتم الاستثمار في نتائجه، قصور الثقافة يمكن أن تكون حاضنات حقيقية للمواهب، ومراكز إشعاع فني في كل محافظة، و المهم أن نستمر في دعم التجريب، وتوسيع فرص التعلم، وتحديث البنية التحتية بما يتماشى مع طموحات الشباب

وسيتم مضاعفة ميزانية عروض النوادي من 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه، بدءًا من العام المقبل، دعما لاستمرارية وتطوير المهرجان إلى جانب اعتماد المخرجين الفائزين العروض الفائز بالمركز الثالث وأيضًا عرض لجنة التحكيم، في دورة المهرجان التي اختتمنا فعالياتها أمس على مسرح السامر.

 

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة