ترامب يعلق على الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر.. وحماس: مستعدون لمفاوضات مكثفة واتفاق نهائي لوقف الحرب

تطور لافت شهدته المفاوضات بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خلال الساعات الماضية، بالإعلان عن الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، كجزء من جهود وقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، في ظل مفاوضات بين حركة حماس والإدارة الأمريكية برعاية مصر وقطر.

الإفراج عن عيدان ألكسندر

وأعلن الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أبو عبيدة عن أن القسام "قررت الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر اليوم"، حيث تجري الاستعدادات لتسليمه بالتواصل مع الهلال الأحمر.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله: "مستعدون لإنشاء ممر آمن لإخراج عيدان من غزة بسلام"، مشيرًا إلى أن مهلة خروج عيدان من القطاع تمتد حتى الساعة الثامنة مساءا ومن المتوقع أن يتم ذلك بوقت مبكر.

وأكدت حركة حماس في بيان لها، أنها على استعداد للدخول في مفاوضات مكثفة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي يشمل وقف الحرب وتبادل الأسرى، إلى جانب إدارة قطاع غزة من جهة مهنية محايدة، بما يضمن فتح المعابر، وتدفق المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار المفروض على القطاع.

وثمّنت الحركة الجهود المخلصة التي تبذلها مصر وقطر وتركيا في هذا الإطار، مشددة على التزامها بتحقيق حل شامل يضمن الاستقرار لسكان غزة والمنطقة.

وكشف قيادي في حماس، عن أن مفاوضات متقدمة تُجرى مع الإدارة الأمريكية تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، تتركز على إدخال المساعدات الإنسانية وإرساء هدنة طويلة الأمد لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات تتزامن مع تحركات دولية أوسع تسعى لتحقيق تهدئة إقليمية شاملة، وسط مؤشرات على إمكانية التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، ما قد يساهم في خفض التصعيد العسكري.

وقال خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها المفاوض، في بيان: "تؤكد الحركة استعدادها للبدء فورًا في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل هيئة مهنية مستقلة".

الرئيس الأمريكي يشيد بالتطور

وصفت عائلة ألكسندر خبر الإفراج عنه بأنه "أعظم هدية يمكن تخيلها"، وشكرت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والإدارة الأمريكية على عملهم الدؤوب لتحقيق ذلك.

وفي منشور على موقع "تروث سوشيال"، أشاد ترامب بهذا التطور ووصفه بأنه خبرٌ عظيم وخطوةٌ اتُخذت بحسن نية تجاه الولايات المتحدة وجهود الوسطاء - مصر وقطر - لإنهاء هذه الحرب الوحشية للغاية وإعادة جميع الأسرى الأحياء ورفاتهم إلى أحبائهم".

ومن المرتقب أن يصل ويتكوف إلى تل ، صباح اليوم الاثنين قبل إطلاق سراح ألكسندر، كما يصل المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، سيسافر مع والدي ألكسندر إلى إسرائيل لحضور إطلاق سراح ابنهما.

 وقال بوهلر: "كان هناك جهد جماعي ركز عليه الرئيس بشدة بشأن عيدان، ثم ركز عليه (وزير الخارجية الأمريكي) ماركو روبيو وستيف ويتكوف تركيزًا كبيرًا، مؤكدا أن ترامب لا يزال ملتزمًا بالإفراج عن جميع الرهائن وإعادة رفات الجنود الأمريكيين.

وأضاف في تصريحاته لشبكة CNN أن إطلاق سراح ألكسندر "يجب أن ينظر إليه الإسرائيليون والأمريكيون على حد سواء كخطوة أولى مهمة".

وفي اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع، مساء أمس الأحد في الكنيست، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأعضاء أن حماس قد تُفرج قريبًا عن ألكسندر، فيما أكد مكتب نتنياهو في بيان أنه أُبلغ من الولايات المتحدة بنية حماس إطلاق سراح ألكسندر دون تعويض أو شروط.

وأضاف أن إسرائيل لم تلتزم بوقف إطلاق النار، ولا بالإفراج عن أي سجين فلسطيني، بل "بممر آمن يسمح بإطلاق سراح عيدان".

وأكد منتدى الرهائن وعائلات الأسرى الإسرائيليين أن إطلاق سراح ألكسندر يجب أن يكون بداية لاتفاق شامل يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، موضحا أنه "يجب على نتنياهو أن يفي فورًا بالتزامه الأخلاقي الأسمى - ومطلب الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي - بإعادة الجميع".

وأضاف: "أيها الرئيس ترامب، لقد منحت عائلات جميع الرهائن الأمل. من فضلك، أكمل مهمتك وأعدهم جميعًا إلى ديارهم".

وكان عيدان ألكسندر، يخدم في الجيش الإسرائيلي، وتعرض للأسر من قبل حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وهو واحد من 59 أسيرًا لا يزالون محتجزين في غزة.

 وفي الأسبوع الماضي، صرّح ترامب بأن 21 أسيرًا فقط ما زالوا على قيد الحياة، فيما يقول الاحتلال الإسرائيلي إن عدد الأسرى الأحياء هم 24 أسيرًا على قيد الحياة.

مصر وقطر ترحبان بالإفراج عن عيدان ألكسندر

ورحبت جمهورية مصر العربية ودولة قطر بإعلان حركة حماس موافقتها على إطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان الكسندر الذي كان محتجزا لدي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، موضحة أن هذه الخطوة تعد بادرة حسن نية وخطوة مشجعة لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ودون عوائق المعالجة الأوضاع المأساوية في القطاع.

وأكد الجانبان الحاجة الماسة لإنهاء الحرب على غزة، لتجنب المزيد من التداعيات الإنسانية. والمضي قدما بإرادة صادقة ونية حسنة نحو تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام في المنطقة.

وجددت جمهورية مصر العربية ودولة قطر التأكيد على استمرار جهودهما المتسقة في ملف الوساطة بقطاع غزة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتخفيف معاناة المدنيين، وتهيئة الظروف الملائمة لتهدئة شاملة، وصولا إلى إنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلفتها.