يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، غدا الثلاثاء، أولى جولاته الخارجية منذ توليه المسئولية في البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، حيث يزور المنطقة العربية، بزيارة ثلاث دول خليجية هي المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، فمن المقرر أن يصل إلى الرياض يوم الثلاثاء، تليها زيارات إلى قطر ثم الإمارات العربية المتحدة، وتمتد الجولة حتى 16 مايو الجاري.
زيارة ترامب للسعودية
وتعد الجولة المرتقبة هي أول زيارة خارجية لترامب، والذي كسر عادة الرؤساء الأمريكيين، ببداية جولاتهم الخارجية بعد تولي الحكم إلى كندا أو المكسيك أولاً، إلا أن ترامب قرر بدء جولاته الخارجية له في ولايته الثانية بزيارة الدول العربية الثلاث، تمامًا كما فعل في عام 2017، فللمرة الثانية يختار ترامب المملكة العربية السعودية على أقرب جيران الولايات المتحدة لبدء جولاته الخارجية.
وخلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الأسبوع الماض، صرّح ترامب بأنه سيزور الإمارات العربية المتحدة وقطر، كما ألمح ترامب إلى إعلان مهم للغاية قبل مغادرته، واصفًا النتيجة بأنها أكبر ما يمكن، دون ذكر تفاصيل محددة.
ومن المقرر أن تشهد الجولة، عقد قمة تجمع الرئيس الأمريكي ونظراءه زعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأحد الماضي، دعوات إلى قادة دول الخليج من أجل حضور القمة الخليجية - الأمريكية في الرياض، والتي من المرتقب عقدها يوم الأربعاء المقبل.
وستكون هذه القمة، هي الخامسة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، عقب انعقادها 4 مرات سابقة، كانت الأولى في مايو 2015، أعقبها القمة الخليجية الأمريكية الثانية في أبريل عام 2016، بينما عقدت القمة الخليجية الأمريكية الثالثة في مايو من عام 2017 في العاصمة السعودية الرياض بمشاركة ترامب خلال ولايته الأولى، وجاءت القمة الرابعة في يوليو 2022 بمشاركة عربية شملت مصر والأردن والعراق.
ووفقا لموقع "أكسيوس"، تعكس أول رحلة خارجية رسمية للرئيس الأميركي الأهمية المتزايدة التي توليها إدارته للتعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
وأكّدت «الخارجية الأميركية» لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة الرئيس ترمب «تعكس، بما لا يدع مجالاً للشك، مدى أهمية واستراتيجية الدور المحوري للسعودية في المنطقة، إذ ترى الولايات المتحدة في السعودية، شريكاً محورياً، في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين»،
فيما أكد سامويل وربيرج، المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تؤكد التزامها بالعمل مع شركائها الإقليميين لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية مستدامة للأزمات، ودعم جهود التهدئة في غزة، والتوصُّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومواجهة الأنشطة التي تهدِّد حرية الملاحة في البحر الأحمر، وفقا لتصريحاته لوسائل إعلام سعودية.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، في تصريحات لها يوم الجمعة الماضي، أن ترامب يتطلع لبدء عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط، وذلك للترويج لرؤية سياسية يهزم فيها التطرف لصالح التبادلات التجارية والثقافية.
وتتصدر العديد من ملفات المنطقة مباحثات ترامب مع قادة الدول الخليجية منها قضايا الأمن الإقليمي والطاقة والدفاع وتعزيز التعاون الاقتصادي، في ظل سعي واشنطن إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع شركائها الخليجيين.
ومن المتوقع أن تشهد القمة الخليجية الأمريكية في الرياض، استعراض رؤية ترامب تجاه ملفات الشرق الأوسط، وخاصة الأوضاع في غزة وكذلك توضيح أولويات السياسة الخارجية لإدارته خلال السنوات المقبلة وخاصة فيما يخص الشرق الأوسط، كما ستتطرق القمة لقضايا منها أمن البحر الأحمر واليمن وسوريا، والمفاوضات الأمريكية الإيرانية، إلى جانب آليات التعاون في مجالات الدفاع والاستثمار والطاقة.