في اليوم الثاني لوقف إطلاق النار بين كل من الهند وباكستان، بعد نحو أربعة أيام من التصعيد العسكري المتبادل، ساد هدوءً حذرًا في الأراضي الهندية والباكستانية، فيما تأجلت المحادثات المشتركة بين الجانبين، والتي كان مقررًا عقدها اليوم الإثنين حتى المساء.
الهند وباكستان
وبعد أربعة أيام من إطلاق نار كثيف بين الجانبين منذ مساء الثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت الماضي، أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري، وذلك بعد تصاعد التوتر والقتال بين القوتين النوويتين في الأيام الأخيرة، في تصعيد هو الأخطر منذ عقود، مع شنّ كلا البلدين عدة هجمات صاروخية على قواعد عسكرية.
وقال ترامب، في تغريدته على موقع "تروث سوشيال": "بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري. أهنئ كلا البلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء العالي".
وأكد وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، أن باكستان والهند اتفقتا على وقف إطلاق نار "بأثر فوري"، مضيفًا: "لطالما سعت باكستان إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة، دون المساس بسيادتها وسلامة أراضيها".
صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحدث عدة مرات مع وزيري خارجية البلدين، وحثهما على إعادة بناء الاتصالات المباشرة لتجنب سوء التقدير، كما تحدث هاتفيًا مع مستشاري الأمن القومي الهندي والباكستاني، ومع رئيس أركان الجيش الباكستاني.
وأضاف روبيو أن نائب الرئيس الأمريكي دي فانس شارك أيضًا في الجهود المبذولة، وتواصل مع رئيس الوزراء الهندي مودي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، مضيفا "إننا نشيد برئيسي الوزراء مودي وشريف على حكمتهما وحكمتهما وروحهما السياسية في اختيار طريق السلام".
المحادثات العسكرية بين الهند وباكستان
وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية بأن رئيس أركان الجيش الباكستاني تحدث مع نظيره الهندي، واتفقا على وقف فوري لإطلاق النار برًا وجوًا وبحرًا، مضيفًا أن القائدين العسكريين سيتحدثان مجددًا يوم الاثنين، إلا أن المحادثات تأجلت حتى مساء اليوم الاثنين.
وأعلن الجيش الهندي أن الهند وباكستان أجّلتا حتى مساء الاثنين محادثات قائدي العمليات العسكرية لمناقشة الخطوات التالية بعد وقف إطلاق النار، موضحًا أن المديرين العامين للعمليات العسكرية من الجانبين سيتحدثان هاتفيًا في المساء، وهو تأخير عن الموعد الأصلي عند الظهر (06:30 بتوقيت جرينتش)، لكنه لم يُبدِ أي سبب.
وأعادت الهند فتح المطارات32 مطارًا كانت قد أغلقتها خلال الاشتباكات، حيث ذكرت هيئة المطارات الهندية في بيان أنها متاحة للعمليات المدنية، فيما أعادت باكستان فتح مجالها الجوي يوم السبت.
ولم ترد أنباء عن وقوع انفجارات أو إطلاق قذائف خلال الليلة الماضية، حيث قال الجيش الهندي إن أمس الأحد، كان أول ليلة سلمية منذ أيام على طول حدودهما، على الرغم من استمرار إغلاق بعض المدارس.
وتسيطر كل من الهند ذات الأغلبية الهندوسية، وباكستان المسلمة على جزء من إقليم كشمير الواقع في جبال الهيمالايا، لكنهما تطالبان به بالكامل.
وأسفر التصعيد العسكري بين البلدين عن استهداف منشآت عسكرية هندية وباكستانية، بالصواريخ والطائرات المسيرة، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، وذلك في أعقاب توترت العلاقات بعد أن اتهام الهند لباكستان بالضلوع في الهجوم على السياح الهنود في كشمير، ما أسفر عن مقتل 26 هنديًا، فيما تنفي باكستان هذه الاتهامات ودعت إلى إجراء تحقيق محايد.
وأظهرت بيانات Tradeweb ارتفاعًا حادًا في سندات باكستان الدولية، حيث ارتفعت قيمتها بما يصل إلى 5.7 سنت مقابل الدولار، حيث أغلق مؤشر الأسهم الباكستاني القياسي مرتفعًا بنسبة 9.4% يوم الاثنين، بينما أغلق مؤشر Nifty 50 الهندي للأسهم القيادية مرتفعًا بنسبة 3.8% في أفضل جلسة له منذ فبراير 2021.