تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة سميحة توفيق، إحدى نجمات زمن الفن الجميل، والتي امتلكت حضورا طاغيا وأداء جريئا جعلها واحدة من أشهر نجمات أدوار الإغراء في خمسينيات القرن الماضي، وكان لديها القدرة على جذب الأنظار ليس فقط بجمالها، بل بشخصيتها القوية، وتنوع أدوارها بين الشر والإغراء والكوميديا، وحتى الأدوار المركبة التي جسدتها على خشبة المسرح.
ولدت سميحة توفيق في عائلة فنية داخل سيرك والدها، وكان حلمها في الطفولة أن تصبح مروضة وحوش، إلا أن والدها أصر على أن تتلقى تعليمها بعيدا عن عالم السيرك.
ومع مرور الوقت، وجدت شغفها الحقيقي في التمثيل، وبدأت مشوارها الفني في سن الخامسة عشرة من خلال فرقة فوزي الجزايرلي، ثم انضمت إلى فرق إسماعيل يس وفريد شوقي المسرحية.
دخلت عالم السينما من أوسع أبوابه عام 1948 في فيلم "بلبل أفندي"، ثم تألقت في العام التالي بفيلم "المرأة شيطان" أمام محمد فوزي، حيث لعبت دورا معقدا ومركبًا جسدت فيه امرأة تغار حتى الموت، فتكيد وتقتل في سبيل حبها.
قدمت بعد ذلك عشرات الأدوار في أفلام شهيرة مثل "ليلة الدخلة"، "أنا بنت ناس"، "غضب الوالدين"، "ابن النيل"، "حسن ومرقص وكوهين"، "هجرة الرسول"، و"الناس مقامات"، لتُثبت قدرتها على أداء الأدوار المتنوعة.
ورغم ابتعادها عن الساحة الفنية لسنوات طويلة، عادت بقوة عام 1980 من خلال خشبة المسرح، لتشارك في واحدة من أنجح المسرحيات المصرية، "ريا وسكينة"، إلى جانب شادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، بدور "أم بدوي"، الذي أعاد تقديمها للجمهور بشكل مختلف ومميز.
تزوجت سميحة توفيق مرتين، الأولى من الدكتور أحمد إسماعيل الذي تعرفت عليه عام 1948، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة "هدى العربي"، المطربة المعتمدة بالإذاعة، ثم تزوجت بعد انفصالهما من الموسيقار عطية شرارة.
عرفت سميحة بصراحتها الشديدة وشهامتها، حتى لقبت بين أصدقائها بـ"صريحة توفيق".