الثلاثاء 13 مايو 2025

تحقيقات

بعد الإفراج عن "ألكسندر".. الولايات المتحدة تحرك المياه الراكدة في مفاوضات غزة

  • 13-5-2025 | 14:39

عيدان ألكسندر

طباعة
  • محمود غانم

مرت ساعات حاسمة على قطاع غزة فيما يتعلق بمسار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يحقن دماء الفلسطينيين هناك، وذلك بعد أن أفرجت حركة حماس عن الأسير الإسرائيلي - الأمريكي عيدان ألكسندر، كبادرة حسن نية تجاه المفاوضات التي كانت قد انتابها حالة من الجمود.

وجاء الإفراج عن الأسير مزدوج الجنسية بعد اتصالات مباشرة أجرتها الحركة الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، مما يعكس بعدًا سياسيًا واستراتيجيًا لهذه الخطوة.

وتبيّن أن إسرائيل كانت في معزل عن المفاوضات التي أجرتها "واشنطن" مع "حماس"، وذلك بعد أن تيقنت الإدارة الأمريكية أن زعيم الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يُعرقل عن قصد مفاوضات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، الذين هم أولوية قصوى -كما تقول- بالنسبة لها.

هذه التطورات أكدت صحة الأنباء التي أشارت مؤخرًا إلى أن الكيل قد فاض عند الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد أن تأكد أنه يتلاعب به.

"حماس" من جانبها قالت إن الإفراج عن "ألكسندر" يأتي ضمن الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات لأهالي القطاع الفلسطيني.

وقبل الإفراج عن "ألكسندر"، كان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد وصل إلى "تل أبيب" ليحرك المياه الراكدة في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تمسك الحكومة العبرية بمواصلة الحرب، حفاظًا على مصالحها السياسية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤولين أمريكيين، أن رسالة ستيف ويتكوف إلى "تل أبيب"، هي أن الولايات المتحدة لن تتهاون مع زعيم الحكومة الإسرائيلية، ومصممة على وقف الحرب.

 

نحو المفاوضات

انعكاسًا لذلك، يتوجه وفد تفاوضي إسرائيلي إلى العاصمة القطرية، الدوحة، لبحث سبل التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي تطور لافت، عرض المبعوث الأمريكي على رئيس الوزراء الإسرائيلي مقترحًا جديدًا لصفقة تبادل يسعى لإنهاء الحرب، حيث ينطلق من أن صفقة شاملة تقود إلى وقف إطلاق نار دائم وطويل الأمد قد تجعل حركة حماس أكثر مرونة، حسب صحيفة معاريف العبرية.

واتفق المبعوث الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، على أن يبقى فريق التفاوض الإسرائيلي في الدوحة حتى الخميس على الأقل، خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

من جانبه، ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والمفاوضين الإسرائيليين، سيتوجهون اليوم إلى الدوحة لاستئناف المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

في غضون ذلك، أكدت حركة حماس، جاهزيتها للشروع فورًا في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بشكل مستدام، وانسحاب جيش الاحتلال، وإنهاء الحصار، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار قطاع غزة.

وشددت على أن المفاوضات الجادة والمسؤولة ستُفضي إلى تحقيق نتائج الإفراج عن الأسرى، أما مواصلة العدوان فإنه يطيل معاناتهم وقد يقتلهم، حسبما قالت.

وطالبت إدارة الرئيس الأمريكي بمواصلة جهودها لإنهاء الحرب "الوحشية التي يشنها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين العزل بغزة"، على حد تعبيرها.

وعلى الجانب الآخر، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مصرًّا على مواصلة حربه ضد القطاع الفلسطيني، كما تؤكد الأدلة والبراهين.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

الاكثر قراءة