حدد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، 3 مجالات رئيسية يجب التركيز عليها مستقبلا لتحديث عمليات حفظ السلام الأممية لمواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية، وأكد أن حفظ السلام يظل أداة مركزية لتحقيق السلام، مشيدا بتضحيات حفظة السلام وإسهاماتهم في مناطق الصراع حول العالم.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة ، أكد "جوتيريش" أن المجالات الثلاثة هي: أولا، تشكيل عمليات حفظ سلام تتناسب مع المستقبل، مشيرا إلى أن المراجعة القادمة لعمليات السلام – وفق ما جاء في مـيثاق المستقبل – ستقيم كيفية جعل حفظ السلام أكثر قابلية للتكيف والمرونة، وأكثر ملاءمة للسياقات المحددة، خاصة حيث يكون السلام هشا أو غائبا.
وأكد "جوتيريش" على أهمية الشراكات، خاصة مع الاتحاد الأفريقي. وأوضح أن قرار مجلس الأمن 2719 عزز الشراكة بين الجانبين إلى مستوى جديد "بينما نعمل على إنشاء بعثات لتنفيذ السلام تحت مسؤولية الاتحاد الأفريقي، وبدعم من الأمم المتحدة".
تتمثل ثاني المجالات التي حددها "جوتيريش"، تحسين استخدام الموارد. وفي هذا السياق، حث "جوتيريش" على وضع قواعد مالية ولوجستية أكثر مرونة لتعظيم الموارد المحدودة. ودعا إلى ولايات أكثر واقعية، وعمليات مبسطة، وتنسيق أقوى مع الدول المساهمة بقوات لضمان أن تكون العمليات مجدية وفعالة، على الرغم من القيود المالية.
أما ثالث المجالات وفقاً للأمين العام، الحاجة إلى الدعم السياسي. وأكد في هذا الصدد أنه لا يمكن لأي بعثة لحفظ السلام أن تنجح في غياب الحلول السياسية. ودعا الدول الأعضاء إلى دعم البعثات بوحدة سياسية وقيادة وأفراد مدربين ومعدات واحترام ولايات الأمم المتحدة وحصاناتها. وقال إن هذا الدعم – بما في ذلك المساهمات المالية والتعهدات الاستراتيجية – أمر حيوي.
وأكد الأمين العام أن الأمم المتحدة تأسست على الإيمان بأن السلام ممكن إذا عملنا كعائلة إنسانية واحدة متحدة. وقال "جوتيريش" إن حفظة السلام الأمميين – أو أصحاب الخوذات الزرقاء – يرمزون إلى التضامن العالمي، حيث يساعدون في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وتسهيل المساعدات الإنسانية، ودعم التعافي طويل الأجل في مناطق النزاع.
وأشار الأمين العام إلى عدد من الدول التي حققت السلام الدائم بدعم من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - بما فيها كمبوديا وكوت ديفوار والسلفادور وليبيريا وناميبيا وموزامبيق وسيراليون وتيمور الشرقية.
ووفقا للأمين العام، فإن العديد من هذه الدول تساهم حاليا بقوات في عمليات حفظ السلام. ومع ذلك، فإن حفظ السلام يأتي بتكلفة، وقد لقي أكثر من 4,400 من حفظة السلام مصرعهم أثناء أداء واجبهم.
وأقر "جوتيريش" بالتحديات المتزايدة التي يواجهها حفظ السلام اليوم والمتمثلة في نزاعات أكثر تعقيدا وعابرة للحدود، واستقطاب عالمي، ومعلومات مضللة تستهدف البعثات، والإرهاب، وعدم الاستقرار المرتبط بالمناخ، وتجاهل واسع النطاق للقانون الدولي. ومع وجود عدد قياسي من النزاعات والنازحين، فإن حفظ السلام يتعرض لضغوط أكبر من أي وقت مضى.
وقال الأمين العام إن عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ظلت تواجه مشاكل خطيرة فيما يتصل بالسيولة النقدية.ونبه إلى أن عمليات حفظ السلام – على الرغم من أن ميزانيتها أقل من 0.5% من الإنفاق العسكري العالمي – إلا أنها من أكثر الأدوات فعالية من حيث التكلفة لبناء السلام والأمن الدوليين.
ودعا الأمين العام جميع الدول الأعضاء الـ 193 إلى الوفاء بالتزاماتها المالية والمساعدة في بناء بعثات حفظ سلام جاهزة للمستقبل تلبي التحديات العالمية الحالية والناشئة.