الخميس 15 مايو 2025

اقتصاد

خبير اقتصادي: مليارات الخليج في أمريكا بين الفرص الواعدة والمخاطر المحتملة

  • 14-5-2025 | 14:39

الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح

طباعة
  • أنديانا خالد

 قال الخبير الاقتصادي، هاني أبو الفتوح، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدول الخليج، والتي تشمل السعودية وقطر والإمارات، تحمل في طياتها أبعادًا اقتصادية عميقة قد تُحدث تحولًا في مسار العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، لكن في الوقت ذاته، لا تخلو من التحديات والمخاطر المحتملة على المدى البعيد.

وأضاف أبو الفتوح خلال حديثة لـ«بوابة دار الهلال»، إن الهدف المحوري من الزيارة يتمثل في جذب استثمارات ضخمة من دول الخليج إلى السوق الأمريكية، في إطار سياسة "أمريكا أولًا" التي يتبناها ترامب.

وأوضح أن السعودية تعهدت باستثمارات تصل إلى تريليون دولار، بينما قد تبلغ استثمارات الإمارات نحو 1.4 تريليون دولار خلال عقد من الزمن، وهي أرقام ضخمة من شأنها دعم الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من ديون عامة تتجاوز 36.2 تريليون دولار، ونسبة دين للناتج المحلي تتعدى 100%.

وأشار إلى أن هذه التدفقات الاستثمارية قد تمنح دفعة مؤقتة لأسواق الأسهم الأمريكية، لاسيما في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والدفاع، بفضل الثقة التي تولدها الصفقات الكبرى، إلا أن استمرار السياسات الحمائية التي بدأها ترامب منذ أبريل 2025، مثل فرض رسوم جمركية مرتفعة، قد يُحد من هذه المكاسب، خصوصًا مع التراجعات المسجلة في مؤشرات مثل "ناسداك" و"نيكاي".

وفيما يتعلق بدول الخليج، اعتبر أبو الفتوح أن الزيارة تمثل فرصة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الخليجي، شرط ألا يقتصر التعاون على قطاع الطاقة فقط، مشيرا إلى أن رغم أهمية النفط، إلا أن الاعتماد المفرط عليه يجعل اقتصاد الخليج هشًا أمام تقلبات السوق، خاصة في ظل تراجع أسعار النفط المحتمل إذا انخفض الطلب العالمي بنحو 500 ألف برميل يوميًا نتيجة السياسات الجمركية الأمريكية.

وأشار إلى أن السعودية بحاجة لسعر برميل لا يقل عن 90 دولارًا لتحقيق توازن في ميزانيتها، بينما أي انخفاض دون 65 دولارًا قد يؤدي إلى تراجع إضافي في أسهم قطاع الطاقة.

وأضاف أن دول الخليج يجب أن تستغل الزيارة لتوقيع اتفاقيات في مجالات تكنولوجية واعدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية المدنية، مشيرًا إلى اهتمام السعودية بإبرام صفقة بنية تحتية نووية مدنية مع واشنطن، في إطار رؤية 2030 الرامية لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.

وحذّر أبو الفتوح من أن الجانب الأمريكي، وتحديدًا إدارة ترامب، تسعى لتعويض مشاكلها الاقتصادية من خلال رؤوس الأموال الخليجية، ما قد يتحول إلى نوع من الاستغلال الاقتصادي في حال لم تكن الاتفاقيات متكافئة وتحقق مصالح مشتركة.

ولفت إلى أن الزيارة تأتي في توقيت بالغ الحساسية، في ظل استمرار الحرب في غزة وتصاعد التوتر مع إيران، وهو ما قد يُلقي بظلاله على مناخ الاستثمار ويؤثر سلبًا على الأسواق في المنطقة، داعيًا إلى ضرورة التوازن بين الطموحات الاقتصادية والحسابات السياسية المعقدة.

وأكد أن زيارة ترامب قد تكون فرصة اقتصادية غير مسبوقة، لكنها تحمل أيضًا جانبًا من المخاطرة، ودول الخليج مطالَبة بالتفاوض بحكمة لضمان تحقيق مصالحها، دون الوقوع في فخ التوظيف السياسي والاقتصادي لمواردها.

الاكثر قراءة