الخميس 15 مايو 2025

عرب وعالم

فاينانشيال تايمز: أوروبا بحاجة إلى إعادة تسلح ذكي

  • 15-5-2025 | 11:37

فاينانشيال تايمز: أوروبا بحاجة إلى إعادة تسلح ذكي

طباعة

دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أوروبا إلى القيام بعملية إعادة تسلح ذكي، قائلة إن معظم الدول الأوروبية أدركت أخيرا ضرورة إنفاق مبالغ طائلة على إعادة التسليح، وبدأت في حشد التمويل اللازم، وإنه يتعين عليها الآن أن تنفق الأموال بحكمة، ويجب عليها تجنب فخ الاستعداد لخوض الحرب الأخيرة وأن تمضي قدما في تطوير التقنيات اللازمة لخوض الحرب التالية، أو على أمل ردعها. 

واستشهدت الصحيفة في ذلك بتصريحات لأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في مارس الماضي قالت فيها: "إذا أرادت أوروبا تجنب الحرب، فعليها الاستعداد لها". 

وأوضحت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته اليوم الخميس - أن آخر مرة اضطرت فيها الحكومات الأوروبية للتفكير بجدية في الصراعات كانت خلال الحرب الباردة، مشيرة إلى أن حرب أوكرانيا قد أظهرت أن عصر الدبابات والمدفعية لم ينتهِ بعد، غير أن هذا الصراع أصبح أيضا مختبرا للتكنولوجيا المبتكرة، والكيفية التي يمكنها بها تعزيز الأسلحة التقليدية وتجاوزها. والأهم من ذلك، أن "حرب الطائرات بدون طيار" الأولى أثبتت أن القدرات الرئيسية للمستقبل هي أنظمة الأسلحة غير المأهولة والحرب الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي العسكري.

وأضافت الصحيفة أن الطائرات المسيرة أصبحت -جوا وبرا وتحت الماء - من بين أكثر الأسلحة فعالية - ويقدر المعهد الملكي للخدمات المتحدة وهو مركز أبحاث بريطاني، أنها مسؤولة عن حوالي ثلثي الأنظمة الروسية المتضررة والمدمرة في أوكرانيا. فقد مكنت قوات كييف -التي تفوقها روسيا تسليحا وعتادا بشكل كبير- من مقاومة حرب شاملة لأكثر من ثلاث سنوات وشن هجمات فعالة على خصمها.

إذ تستطيع الطائرات المسيرة الرخيصة التي تتكلف 300 دولار تدمير دبابات بملايين الدولارات، وقد دفعت الطائرات المسيرة البحرية الأسطول الروسي إلى الانسحاب من جزء كبير من البحر الأسود. وفي حال ما استخدمت بمهارة وعلى نطاق واسع، فإنها تمنح القوات الدفاعية ميزة تنافسية غير متكافئة. كما يمكن استخدامها للمراقبة والدعم اللوجستي.

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن هذا ينطوي على دروس مستفادة في مجال المشتريات، إذ يتعين على الجيوش الغربية تحويل المزيد من إنفاقها الدفاعي من المعدات التقليدية إلى الطائرات المسيرة والبرمجيات، ومن الشركات الرائدة -مثل لوكهيد مارتن وبوينج وتاليس وراينميتال- إلى شركات ناشئة أكثر مرونة مثل أندوريل وهيلسينج. غير أن الأوكرانيين والروس أثبتوا براعتهم في تصنيع الطائرات المسيرة بتكلفة أقل وتكييفها بسرعة أكبر، مقارنة بالشركات الغربية الناشئة. ومن ثم فإنه بالتعلم من أوكرانيا، تحتاج الدول الأوروبية إلى بناء منظومة مرنة للابتكار الدفاعي بما في ذلك إيجاد سبل لتكييف التقنيات والبرمجيات الاستهلاكية الأرخص.

ودعت الصحيفة إلى إعادة هيكلة هرمية القيادة للتحكم في استخدام الطائرات المسيرة والحرب الإلكترونية بفعالية أكبر، مشيرة إلى أن هذا يعني إنشاء آليات لنقل ردود الفعل من القوات في الخطوط الأمامية بسرعة إلى القيادة العسكرية والموردين، الذين يستجيبون بسرعة؛ وقد أنشأت أوكرانيا قواتها للأنظمة غير المأهولة للقيام بذلك تحديدا.

أما عن القوات الروسية، فهي بارعة في الحرب الإلكترونية وتشويش الطائرات المسيرة. ويجري حاليًا تطوير النسخة التالية - أسلحة موجهة بالذكاء الاصطناعي باستخدام الملاحة البصرية التي تعتمد بشكل أقل على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والاتصال المباشر.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها "إن التفوق التكنولوجي الذي حققته دول الناتو على القوات السوفيتية الأكبر عددا ساهم في إنهاء الحرب الباردة دون الحاجة إلى خوضها. ويكمن الهدف في أنه من خلال استخدام التكنولوجيا بطرق أكثر إبداعًا ومرونة والاعتماد بشكل أقل على الولايات المتحدة- في القيام بشيء مماثل هذه المرة".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة