اعتمدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة العمل الدولية، رسميًا، استراتيجيتها وخطة عملها لهجرة العمالة، في خطوة رئيسية نحو تعزيز الحوكمة الإقليمية المنسقة والمبنية على الحقوق فيما يتعلق بتنقل العمالة في المنطقة.
جاء ذلك خلال فعاليات ورشة العمل الخاصة بالاعتماد في العاصمة الغانية أكرا، خلال الفترة من 13 إلى 15 مايو، وجمعت ممثلين عن الدول الأعضاء في إيكواس، والمجتمع المدني، وخبراء فنيين، ومنظمات إقليمية ودولية.
وتأتي هذه الاستراتيجية في وقت تستضيف فيه منطقة غرب إفريقيا نحو 3.7 مليون عامل مهاجر دولي يعملون في قطاعات رئيسية مثل الزراعة، والبناء، والعمل المنزلي، والخدمات.
وقال الدكتور عبد الرشيد بيلبو وزير العمل والوظائف والتوظيف في غانا: "إن حركة العمال عبر حدودنا ليست مجرد ظاهرة اقتصادية، بل هي شريان حياة التكامل في غرب إفريقيا. فخلف كل رقم شخص يسعى إلى فرصة، ويبني سبل العيش، ويسهم في ازدهار منطقتنا. وتتيح لنا هذه الاستراتيجية الانتقال من مقاربات وطنية متفرقة إلى تعاون إقليمي حقيقي."
وتحدد استراتيجية وخطة عمل هجرة العمالة خمسة أهداف استراتيجية: تعزيز الهجرة الآمنة والنظامية، وحماية حقوق العمال المهاجرين، وتعظيم الفوائد التنموية، وتعزيز الحوكمة الإقليمية، وتعزيز الإدماج الاجتماعي والنوعي في سياسات الهجرة. وتدعم هذه الأهداف التزامات قابلة للتنفيذ من قبل الدول الأعضاء، بتنسيق على المستوى الإقليمي.
وقالت أديزي مولوكوو، مسؤولة برنامج الهجرة العمالية المشتركة، ممثلة عن الدكتور سابيلو مبوكازي، رئيس قسم العمل والتوظيف والهجرة في مفوضية الاتحاد الإفريقي: "تعد هذه الاستراتيجية معيارًا جديدًا للتعاون الإقليمي، وهي تتماشى مع الأطر القارية مثل بروتوكول حرية الحركة للاتحاد الإفريقي، وبرنامج الهجرة العمالية المشترك، ما يضمن أن تبقى غرب إفريقيا في طليعة بناء نظام هجرة شامل وفعّال."
وتعالج الاستراتيجية تحديات ملحة مثل الهجرة غير النظامية، وضعف الحماية الاجتماعية، والفجوات النوعية في حوكمة الهجرة. وقد تم إعدادها عبر مشاورات موسعة وتعاون فني تحت قيادة إيكواس، وبدعم من برنامج JLMP المشترك ومبادرة حرية حركة الأشخاص (FMP).
وفي هذا السياق.. قالت فاتو نداي، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في غانا وتوجو وبنين: "إن المضي قدمًا في هذه المبادرة يتطلب التزامًا من جميع الدول الأعضاء، ودعمًا من أصحاب المصلحة الرئيسيين.
وسيكون لجهدنا الجماعي دور حاسم في تسريع تنفيذ الاستراتيجية، وتمهيد الطريق أمام استراتيجية هجرة عمالية قوية تخدم جميع مواطني إيكواس." ودعت إلى إعطاء أولوية للتنفيذ والإرادة السياسية المستمرة لضمان هجرة آمنة ومنظمة.
وتبقى هجرة العمالة شريان حياة للعديد من الأسر في غرب إفريقيا، إذ تتجاوز التحويلات السنوية 40 مليار دولار أمريكي. وتشدد الاستراتيجية على ضرورة دمج الهجرة في خطط التنمية الوطنية، وتحسين الثقافة المالية للمهاجرين، وتعزيز نظم معلومات سوق العمل لإثراء السياسات العامة.
ومع الانتهاء من اعتماد الاستراتيجية، تدخل الآن حيز التنفيذ. ومن المقرر إنشاء لجنة تنسيق فني وفريق عمل فني لهجرة العمالة لتوجيه الأنشطة ومتابعة التقدم المحرز.
وقد تعهدت "إيكواس" وشركاؤها بمواصلة تقديم الدعم الفني وتعبئة الموارد لتحقيق رؤية تصبح فيها هجرة العمالة آمنة وكريمة وتحويلية لكل من الأفراد والمجتمعات.