السبت 17 مايو 2025

فن

في عيد ميلاده.. أعمال رسخت دور عادل إمام في مكافحة التطرف

  • 17-5-2025 | 01:38

عادل إمام

طباعة
  • ندى محمد

بمناسبة عيد ميلاده الـ 85، نعود إلى مسيرة الزعيم عادل إمام، الذي لم يكن مجرد نجم شباك، بل أحد أبرز صناع الوعي في تاريخ السينما المصرية.

قدم على مدار تاريخه الفني مجموعة من الأفلام الجريئة التي واجهت التطرف والإرهاب بذكاء وجرأة، وجعل من السينما منبرًا للتعبير عن قضايا المجتمع. استخدم الكوميديا كسلاح ناقد، وسلط الضوء على الصراعات الفكرية والسياسية التي عصفت بالمجتمع المصري، ليرسّخ مكانته كرمز فني لا يخشى المواجهة.


الكاميرا تواجه التطرف

لم تكن أفلام عادل إمام مجرّد أعمال فنية للترفيه، بل تحوّلت في كثير من الأحيان إلى صدام مباشر مع الفكر الظلامي والتطرف السياسي والديني. فمنذ بدايات التسعينيات، اختار "الزعيم" أن يخوض معركة الوعي، مستخدمًا السينما كسلاح ضد العنف والتعصب، ليصبح أحد أبرز الأصوات الفنية التي تصدت للإرهاب بالفن والفكر.


الإرهاب والكباب: صرخة ضد البيروقراطية

في عام 1992، أطل إمام على جمهوره من نافذة ساخرة عبر فيلم "الإرهاب والكباب"، الذي كتب نصه وحيد حامد وأخرجه شريف عرفة. برؤية كوميدية سوداء، فضح الفيلم البيروقراطية المتجذرة في مؤسسات الدولة، وأعطى صوتًا لغضب المواطن المطحون داخل دوامة الأوراق والتعقيد الإداري.

الإرهاب والكباب

كان العمل بمثابة صرخة احتجاج صامتة على واقع مأزوم، ورغم بساطته شكلاً، حمل مضمونًا سياسيًا عميقًا ظل يتردد صداه لسنوات.


الإرهابي: مواجهة الإرهاب بالإنسانية

وبعد عامين فقط، جاء فيلم "الإرهابي" ليأخذ خطوة أكثر جرأة. كتب السيناريو لينين الرملي، وأخرجه نادر جلال، وظهر فيه إمام بشخصية شاب متشدد يجد نفسه مضطرًا للاختباء في بيت بسيط بعد تنفيذه لعملية إرهابية. هناك، وبين دفء الأسرة المصرية البسيطة، تبدأ ملامح التحول في شخصيته، وتتكشف هشاشة التطرف حين يصطدم بالحياة. 

الإرهابي

الفيلم قوبل بتهديدات وقت عرضه، لكن عادل إمام لم يتراجع. قالها بصراحة: "السكوت عن الإرهاب خيانة."


طيور الظلام: صراع الدين والسياسة

وفي عام 1995، جاء "طيور الظلام" ليكون بمثابة دراسة سينمائية دقيقة لمعادلة السلطة والجماعات الإسلامية. عبر قصة 3 محامين، جسّد إمام شخصية "فتحي نوفل" الانتهازي الذي يبحر بين الفساد والسياسة، في حين مثّل أحمد راتب دور المثقف المنكفئ، ورياض الخولي جسّد المتشدد الديني.

طيور الظلام

 الفيلم كان مرآة حادة لما يجري في كواليس الصراع على مصر، ونال استحسان النقاد والجمهور على حد سواء.


سينما للوعي لا للسلطة

عادل إمام لم يكن مجرد ممثل في تلك الأفلام، بل كان شاهدًا على مرحلة، وناقلًا صادقًا لهموم الناس وهواجس المجتمع، ولم ينحنِ لعاصفة الترهيب، ولم يسعَ للتوازن على حبال إرضاء السلطة أو المعارضة. السينما عنده لم تكن حيادية، بل كانت منحازة دومًا للوعي، للناس، للحقيقة.

ولهذا، تبقى أفلامه السياسية حاضرة حتى اليوم، تُستعاد في الأزمات، وتُقرأ من جديد كلما عاد الحديث عن التطرف أو تكميم الأفواه أو غياب العدالة. إن الاحتفاء بعادل إمام ليس فقط احتفالًا بفنان كبير، بل تكريم لصوت لم يرضَ أن يكون صامتًا حين كان الصمت خيانة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة