بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على توقيع إعلان المبادئ في واشنطن بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، أرسل الوسطاء الأمريكيون مسودة اتفاق أولية إلى الطرفين .
وأكدت السلطات في كل من كينشاسا وكيجالي، بحسبما اورد "راديو فرنسا الدولي"، أنها تلقت نسخة موحدة من مسودة اتفاق السلام. وتتضمن هذه الوثيقة المقترحات التي قدمتها الدولتان في وقت سابق من هذا الشهر. ولكن ليس هناك شيئا محسوما حتى الان. ونظرا لان هذا النص لا يزال في صورة مسودة، فإنه سيكون موضوع مناقشات أخرى. وبحسب مصادر قريبة من الملف، فإن المفاوضات حساسة، لكن الأمريكيين يريدون التحرك سريعا.
ولإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات، اتصل كبير المستشارين للشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية، مسعد بولس، شخصيا بالرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرئيس الرواندي بول كاجامي لاستعراض الخطوط العريضة للنص. وحدث تبادل لوجهات النظر وصفه المسئول الامريكي بأنه بناء، رغم ادراكه أن التوصل إلى توافق في الآراء سيكون صعبا.
وبحسب معلومات وردت الى "راديو فرنسا الدولي"، فإن كينشاسا وكيجالي لديهما مهلة حتى يوم الأحد 18 مايو لتقديم ملاحظاتهما واقتراح تعديلات على مسودة الاتفاق. لكن مصادر من الجانبين تعتقد أن الموعد النهائي قد يكون قريبا للغاية، نظرا لحساسية القضايا التي تمت مناقشتها، مثل التعاون التجاري في مجال المعادن الاستراتيجية وقضايا الأمن.
وأشار"راديو فرنسا الدولي" إلى أنه نما إلى علمه أن وسطاء قطريين عرضوا مشروع اتفاق آخر على الطرفين. واوضح إن هذا النص تم تقديمه إلى مبعوثي الحكومة الكونغولية وممثلي حركة "23 مارس" المتمردة في إطار المناقشات حول الأبعاد الداخلية للصراع. ولم يتم الكشف حتى الآن إلا عن القليل من المعلومات حول محتوى هذه الوثيقة.
وعلى الأرض، تواصلت المعارك الأسبوع الماضي، مما زاد من تعقيد احتمالات التوصل إلى تسوية.
ورغم ذلك، فإن الولايات المتحدة تدفع على المستوى الدبلوماسي وتسعى إلى الحفاظ على مشاركة أطراف أخرى في العملية مثل فرنسا وقطر والاتحاد الأفريقي والذي يمثله توجو. ومن المقرر عقد اجتماع في لومي بشأن الصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، لكن الموعد لا يزال غير محددا حتى الآن.