قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الإقليم العربي كان ولا يزال هدفا لتهديدات وأطماع من جوار قريب أو من قوى بعيدة وكان ولا يزال عرضة لتدخلات غير حميدة لشؤون دوله.
وأضاف أبو الغيط، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ 34 التي تستضيفها بغداد - إن هذه الأيام تمر علينا ذكرى عزيزة على نفس كل عربي وهي الذكرى 80 لتأسيس الجامعة العربية، المنظمة التي ترفع لواء العروبة كفكرة جامعة لهذا الفضاء الممتد من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي، المنظمة التي لا زالت رغم التحولات الكبرى في الإقليم والعالم تمثل النسيج الرابط للشعوب العربية والعروة الوثقى التي نتمسك بها.
وأشار إلى أن استمرارية هذه المنظمة الشامخة عبر 8 عقود شاهدة على قوة الشعوب وعلى قوة الدافع الذي يجمع بين الشعوب والدول الأعضاء، لافتا إلى أن الرابط الأهم في هذه المنطقة يقوم على اللغة والثقافة والتاريخ المشترك، أنها رابطة منفتحة لا تقوم على بل على العرق أو الاثنية بل على الارث الحضاري الجامع لهذه الأمة والذي يضم داخله تنوعا دينيا وثقافيا فريدا وثريا.
وقال أبو الغيط، إن المنظمة لازالت قادرة على استيعاب هذا التنوع الذي طالما كانت سمة مميزة للمنطقة العربية، وهي تستطيع أن تقدم نهجا جامعا مضادا للاستقطاب الذي ضرب آفته بعض أجزاء الجسد العربية مؤخرا، لافتا إلى أن المناسبة تقتضي وقفة مع الذات ننشد خلالها نظرة موضوعية إلى سجل الجامعة العربية بلا تهويل أول تصغير في قدر ما تحقق.
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مفهوم الأمن القومي العربي كما لا زلنا ننشده اليوم وكما سبق وأن تطلع إليه الآباء الأوائل لهذه المنظمة لم يزل بعيدا عن التحقق نحو المأمول.
وأكد أبو الغيط، أن الوقفة التقيمية تقتضي أيضا نظرة موضوعية إلى حال الدولة الوطنية العربية، مبينا أن بعض دولنا مهدد في وجوده وكيانه ذاته وبعضها عرضه لاستقطابات داخلية أو احتراب أهلي.
وأضاف أنه لا زال مفهوم الدولة الوطنية ودولة المواطنة غير متجذر في كافة أرجاء عالمنا العربي ويظل غيابه أحد الأسباب نزاعات وحروب تمثل ثغرات خطيرة في جدار الأمن القومي العربي.