في 17 من مايو، يحتفل الوسط الفني بعيد ميلاد النجم المصري الكبير عادل إمام، الذي لا يمثل فقط رمزًا للسينما المصرية، بل ظاهرة فنية واجتماعية امتدت لعقود، وفي مسيرته الطويلة، كان لإسهاماته مع نجمات محددات أثرٌ كبير في تشكيل ملامح السينما المعاصرة، وفي المقدمة كانت يسرا، التي ارتبط اسمه بها في عدد من أبرز أعماله.
يسرا فقد شكّلت مع عادل إمام نوعًا آخر من الشراكة الفنية هذه الثنائية تميزت بعمقها الفكري، وانخراطها في قضايا المجتمع، ومواجهة الفساد والتطرف والطبقية من خلال حبكة درامية متقنة، ومواقف إنسانية معقدة.
بدأت هذه الشراكة مبكرًا في الثمانينيات، وامتدت حتى مطلع الألفية الثالثة، وشهدت مراحل متعددة من النضج والاحتراف، من أهمها:
الأفوكاتو (1983): فيلم ساخر عن الفساد في مهنة المحاماة، وقدم فيه عادل إمام ويسرا شخصيتين على طرفي نقيض.
الإنس والجن (1985): تجربة نادرة في الرعب النفسي، حيث لعبت يسرا دور فتاة تتعرض للاضطهاد من كائن خارق.
كراكون في الشارع (1986): ناقش الفيلم أزمة السكن في مصر من منظور عائلي.
المنسي (1993): قصة إنسانية مؤثرة عن الصراع بين الطبقات، لعب فيها كل من إمام ويسرا أدوارًا مركبة.
طيور الظلام (1995): أحد أهم أفلامهما معًا، تناول الصراع بين الدولة المدنية والإسلام السياسي، ودور المثقف في مواجهة الاستقطاب.
عمارة يعقوبيان (2006): فيلم يتناول الواقع المصري بتنوعه السياسي والاجتماعي.
في هذه الأعمال، لعبت يسرا أدوارًا متقدمة كمحامية، أو سيدة أعمال، أو مثقفة، في مواجهة مجتمع يضغط على المرأة والمثقف والطبقة الوسطى وقد أتاح لها عادل إمام مساحة أداء متكاملة، ساعدت على بروزها كممثلة ذات فكر وقضية.