أكد الرئيس الروماني الجديد نيكوسور دان ، أن رومانيا ستدعم هدف حلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي، رغم شروعها في خفض العجز العام القياسي لديها، وذلك في مسعىً لطمأنة الشركاء والمستثمرين الأجانب بشأن توجه بلاده الموالي للغرب.
وجاءت تصريحات دان، في مقابلة أجراها مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية نُشرت في عدد اليوم الخميس، وذلك بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجرتها البلاد يوم الأحد الماضي إذ أنهت ستة أشهر من الاضطرابات السياسية والاقتصادية عاشتها رومانيا بعد إلغاء الانتخابات السابقة بسبب مزاعم تدخل روسي.
وأكد دان أن انتخابه يمثل خيارًا واضحًا من قبل الشعب الروماني لصالح التوجه الأوروبي والغربي ودعم أوكرانيا، وذلك عبر رفض المرشح المنافس جورجي سيميون، المعادي لأوكرانيا والمتشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي، رغم تصدره الجولة الأولى من التصويت.
وقال دان قبل أداء اليمين الدستورية يوم الاثنين الماضي :"سنظل جزءًا من الجهود الأوروبية لمساعدة أوكرانيا في تحقيق السلام الأكثر منطقية عدلًا"، ما يعني عزم رومانيا مواصلة دعم أوكرانيا والمشاركة في الجهود الأوروبية لتولي أمنها بنفسها.
وأكد الرئيس الجديد أن رومانيا مستعدة لزيادة إنفاقها الدفاعي وتحقيق هدف جديد لحلف الناتو يتمثل في تخصيص 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مع إضافة 1.5% للبنية التحتية والأمن السيبراني، وهو الهدف الذي اقترحه الأمين العام للحلف مارك روته وأقره المستشار الألماني فريدريش ميرز.
ومن المرجح- حسبما أبرزت "فاينانشيال تايمز"- أن يتفق قادة الناتو على هذا الهدف في قمة الشهر المقبل، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب الضمانات الأمنية الأمريكية ما لم ينفق الحلفاء ما يصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي على أمنهم، وهو ما يزيد عن هدف الناتو الحالي البالغ 2%.
وقال دان، حول هذا الشأن :" نعم، هذا أمر أؤيده"، مضيفًا أن الجدول الزمني لزيادة الإنفاق الدفاعي سيتم التفاوض عليه مع الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين. وأضاف: "سنكون متوافقين".
ويأتي تعهد دان بزيادة الإنفاق الدفاعي في لحظة حرجة تمر بها رومانيا، حيث تورطت الحكومات المتعاقبة في تضخم عجز الموازنة إلى 9.3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام الماضي، وهو أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي.
وحتى مع سماح المفوضية الأوروبية بإعفاء الإنفاق الدفاعي من القواعد المالية للاتحاد، أضافت "فاينانشيال تايمز" أن بوخارست تتعرض لضغوط لكبح النفقات الأخرى، وهي مهمة لا تحظى بشعبية لدى إدارة دان القادمة، فيما هددت بروكسل بتصعيد ما يُسمى بإجراء العجز المفرط في 4 يونيو المقبل، بل وحتى تعليق تمويل الاتحاد الأوروبي إذا لم تقدم الحكومة الجديدة خططًا موثوقة لكيفية خفض العجز.
وقال دان، الحاصل على شهادة في الرياضيات، إنه من "الواقعي" أن تسعى بلاده لتحقيق عجز في الموازنة بنسبة 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وأضاف: "سيتعين علينا خفض النفقات بمقدار 6 مليارات يورو هذا العام. أعتقد أننا قادرون على ذلك. أريد المشاركة في المناقشات"، مُضيفًا أنه من المرجح أن تتشكل الحكومة الجديدة في غضون شهر.
ومن المنتظر أن يسعى دان إلى جذب المستثمرين والاتحاد الأوروبي للنظر في سجله كعمدة لبوخارست و"الثقة في خطتنا الجديدة".. مشيرًا إلى أنه عندما تولى منصبه، بلغت مدفوعات الديون الفورية 75% من الميزانية السنوية، لكنه نجح في تحقيق ميزانية عمومية مستقرة وتصنيف ائتماني ممتاز للمدينة في غضون أربع سنوات.
ورأت الصحيفة البريطانية أن مهمة دان الأكثر إلحاحًا تتمثل حاليًا في تعيين رئيس وزراء قادر على تشكيل حكومة ائتلافية قادرة على إقرار الإصلاحات اللازمة لإعادة الاقتصاد إلى مساره الصحيح.. فيما أكد دان أنه يسعى إلى تعيين رئيس وزراء يتمتع بأغلبية قوية، لأن بلاده لا تستطيع تحمل أي "ألاعيب" سياسية في هذه المرحلة.. حسب قولة.
ومن المتوقع أن يكون الرئيس المؤقت إيلي بولوجان، وهو عضو مجلس الشيوخ من يمين الوسط، هو المرشح المفضل لدى دان، ولكن يتعين على الأحزاب الأخرى أن تتفق معه..حسبما قالت الصحيفة.