قالت مجلة "بولتيكو" إنه منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل الماضي عن تعليق مؤقت للتعريفات الجمركية المرتفعة، متعهداً بإبرام أكثر من 50 اتفاقية تجارية خلال 90 يوماً، إلا أنه مع بلوغ منتصف هذه المهلة لم تحقق الإدارة سوى تقدم محدود.
وأوضحت المجلة - في مقال تحليلي، اليوم /السبت/ - إلى أنه حتى الآن تم التوصل إلى اتفاق مبدئي واحد فقط مع المملكة المتحدة، بينما تواجه المفاوضات مع شركاء تجاريين آخرين، مثل الهند وفيتنام واليابان، صعوبات متزايدة، لافتة إلى تتباين المواقف وتزداد الخلافات، مما يهدد بعودة التعريفات الجمركية المرتفعة في 9 يوليو المقبل.
وأشار إلى تصريح ترامب مؤخراً بأن "150 دولة ترغب في إبرام اتفاقيات"، لكنه لم يوضح الإجراءات التي ستتخذ إذا لم تُبرم هذه الاتفاقيات في الوقت المحدد، فيما ألمح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى إمكانية إعادة فرض التعريفات السابقة أو تطبيق تعريفات إقليمية على الدول التي لا تتفاوض "بحسن نية"، على حد وصفه.
ونوهت المجلة إلى أن الهند وفيتنام من بين الدول التي قد تتوصل إلى اتفاقيات مع الولايات المتحدة قبل انتهاء المهلة، فيما تواجه المفاوضات مع الهند صعوبات كبيرة، وقد لا يتم التوصل إلى اتفاق قبل يونيو، مبينة أن فيتنام، من جهتها، تواجه تهديداً بفرض تعريفات تصل إلى 46% إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول يوليو، مما قد يؤثر بشكل كبير على صادراتها التي تمثل 30% من ناتجها المحلي الإجمالي.
أما اليابان، فتطالب بإزالة جميع التعريفات الجمركية كجزء من أي اتفاق، بما في ذلك التعريفة الأساسية البالغة 10% التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات العالمية، وتعتبرها الإدارة الأمريكية "غير قابلة للتفاوض".. وفي كوريا الجنوبية، فالمفاوضات متوقفة حالياً بسبب الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 يونيو المقبل.
وكان ترامب قد أعلن أمس عن فرض تعريفات جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من الأول من يونيو، متهماً الاتحاد بـ"استغلال" الولايات المتحدة.. وأدى هذا الإعلان إلى تراجع الأسواق العالمية، حيث انخفض مؤشر (ناسداك) بنسبة 1%، ومؤشر (S&P 500) بنسبة 0.68%، ومؤشر (STOXX 600) الأوروبي بنسبة 1.7%.. وفي المقابل، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه بـ"الاحترام المتبادل" في المفاوضات، محذرا من اتخاذ إجراءات انتقامية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وهدد ترامب أيضاً بفرض تعريفات بنسبة 25% على هواتف "آيفون" المصنعة خارج الولايات المتحدة، في محاولة للضغط على شركة "آبل" لنقل إنتاجها إلى الولايات المتحدة/ إلا أن محللين يشككون في قدرة الشركة على تلبية هذا المطلب في المستقبل القريب، رغم استثماراتها الكبيرة في المصانع الأمريكية.
وبالنسبة للصين، فعلى الرغم من الاتفاق الأخير مع الولايات المتحدة على خفض التعريفات الجمركية لمدة 90 يوماً، إلا أن التوترات لا تزال قائمة، حيث أبقت واشنطن على تعريفة بنسبة 30% على السلع الصينية، مما يثير قلق مجتمع الأعمال الأمريكي بشأن استمرار ارتفاع الأسعار.
ورأت المجلة، في ختام مقالها، أنه مع اقتراب مهلة 9 يوليو، يواجه البيت الأبيض ضغوطاً متزايدة لإبرام اتفاقيات تجارية جديدة، لكن التقدم البطيء والمواقف غير السهلة من بعض الشركاء التجاريين يثيران الشكوك حول قدرة الإدارة الأمريكية على تحقيق أهدافها في الوقت المحدد.