وكالات
كثفت القوات الأمريكية عملياتها الخاصة والبحرية والجوية ضد القاعدة فى اليمن منذ أواخر يناير الماضى، الأمر الذى يؤكد عزم إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، على شن "حرب مفتوحة" على التنظيم الذى "أصيب بحالة هستيرية" من جراء الضربات الأخيرة.
وعقب تنفيذ قوات أمريكية خاصة ،عملية إنزال ضد التنظيم المتشدد فى محافظة البيضاء وسط اليمن فى 29 يناير الماضي، شنت مقاتلات و"درونز" أمريكية سلسلة غارات استهدفت المتشددين، كان آخرها ضرب مواقعهم فى محافظتى البيضاء وشبوة، اليوم الأحد.
فيما قالت مصادر قبلية لـ"سكاى نيوز عربية"الخميس إن قوة من المارينز نفذت "عملية إنزال" مستهدفة "مواقع مفترضة لتنظيم القاعدة" فى منطقة موجان الجبلية شرقى بلدة شقرة بمحافظة أبين، إلا أن واشنطن لم تؤكد هذه العملية على عكس إنزال 29 يناير.
واعتبر حسين حنشي، مدير مركز عدن للبحوث الإستراتيجية والإحصاء فى اليمن، أن العمليات الأخيرة للقوات الخاصة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية "سي.آى.أيه" تأتى لـ"وضع طابع جديد لطبيعة التحرك الأمريكى فى عهد الإدارة الجديدة".
وأوضح فى تصريح لـ"سكاى نيوز عربية": أن إدارة ترامب ترمى إلى "التخلى عن أسلوب الاستهداف الفردى للقادة من التنظيم والمشاركين فى عمليات سابقة ضد المصالح الأمريكية -الذى كان قائما فى عهد باراك أوباما- إلى حرب مفتوحة ضد كل عناصر التنظيم..".
وأضاف حنشى : إن واشنطن كثفت عمليات "القصف الجوى وصولا إلى الإنزال الجوى والاشتباك المباشر"، مشيرا إلى أن "الحرب المكثفة هذه ضد التنظيم ستفقده توازنه وتحد من نشاطه، حيث أصيب بهيستريا من جراء الضربات المتكررة".
مرجحاً أن واشنطن عثرت "فى المحتويات الإلكترونية التى استولت عليها القوات الأمريكية الخاصة عقب عملية البيضاء" فى 29 يناير على "أدلة على أن فرع التنظيم فى جزيرة العرب، يخطط للتحرك ضد المصالح الأمريكية، كما قال بيان لوزارة الدفاع الأمريكية".
وكان جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاجون، قال إن تكثيف العمليات ضد عناصر وقيادات القاعدة باليمن "جزء من خطة لمطاردة هذا التهديد الفعلي، والتأكد من إلحاق الهزيمة بهم وحرمانهم من فرصة التآمر وشن هجمات إرهابية من مناطق غير خاضعة لسلطة".
وأشار ديفيس إلى أن "القاعدة تستفيد من المناطق الخارجة عن نطاق السلطة فى اليمن، من أجل إعداد أو توجيه هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها"، مشددا ان "القوات الأمريكية ستواصل العمل مع الحكومة اليمنية من أجل التغلب على القاعدة".
وقد استغل تنظيم القاعدة فى اليمن والذى ينشط منذ سنوات طويلة ويعد أخطر فروع التنظيم، انشغال القوات الحكومية فى محاربة ميليشيات صالح والحوثى الموالية لإيران، لزيادة تمدده فى البلاد، ولاسيما فى المناطق التى حررتها القوات الشرعية من المتمردين.
وقد أشارت عدة تقارير إلى أن على عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين المرتبطين عضويا بالنظام الإيرانى يعمل إلى تحريك القاعدة، مستفيدا من علاقة المصالح المشتركة التى عقدها مع المتشددين طيلة سنوات حكمه، وذلك بهدف زيادة الضغط على القوات الشرعية.