الأربعاء 30 يوليو 2025

تحقيقات

المباحثات النووية الأمريكية الإيرانية.. هل تتواصل لاتفاق قريب؟

  • 26-5-2025 | 14:44

المباحثات النووية الإيرانية الأمريكية

طباعة
  • أماني محمد

لا تزال المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي، تواجه مصيرًا غير واضح، بعد عقد الجولة الخامسة من المباحثات في نهاية الأسبوع الماضي، والتي لم تسفر عن اختراق واضح للاتفاق بين الجانبين، لكها وصفت بأنها حققت بعض التقدم، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقدم إيجابي بشأن الاتفاق.

 

المباحثات النووية الإيرانية الأمريكية

اختتمت الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة الإيطالية روما، يوم الجمعة الماضي، بعد أن حققت "بعض التقدم، وإن لم يكن حاسمًا"، وفقًا لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، حيث تقود سلطنة عمان جهود الوساطة بين الجانبين.

يأتي ذلك في وقت تتباين فيه رؤى الجانبين، حيث تؤكد إيران أنها لن توقع إلا على اتفاق يسمح لها بالتخصيب محليًا، بينما اعتبرت الولايات المتحدة التخصيب خطًا أحمر وغير مسموح به.

صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوسائل الإعلام الإيرانية بأن المناقشات معقدة للغاية، وأن هناك حاجة إلى مزيد من المفاوضات، موضحا أن وزير الخارجية العماني طرح عدة أفكار لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الجانبين.

كذلك صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف ومدير التخطيط مايكل أنطون شاركا "لأكثر من ساعتين" من المحادثات المباشرة وغير المباشرة مع عراقجي وفريقه.

وأضافت: "لا تزال المحادثات بناءة - لقد أحرزنا مزيدًا من التقدم، ولكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، اتفق الجانبان على الاجتماع مرة أخرى في المستقبل القريب، ونحن ممتنون لشركائنا العمانيين على تسهيلهم المستمر".

فيما قال وزير الخارجية العماني: "نأمل أن نوضح القضايا المتبقية في الأيام المقبلة، حتى نتمكن من المضي قدما نحو الهدف المشترك المتمثل في التوصل إلى اتفاق مستدام ومشرف".

 

ترامب يلمح إلى تقدم كبير

وف المقابل، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن واشنطن أحرزت تقدمًا كبيرًا في المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، وألمح إلى جهود محتملة لتهدئة الوضع في غزة عقب اتصالات مع إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.

وفي حديثه للصحفيين، أمس الأحد في موريس تاون، نيوجيرسي، قبل عودته إلى واشنطن العاصمة، وصف ترامب المناقشات الأخيرة مع المسؤولين الإيرانيين بأنها جيدة جدًا، مضيفًا: "أعتقد أننا قد نسمع بعض الأخبار الجيدة على الصعيد الإيراني. لقد أحرزنا تقدمًا حقيقيًا، تقدمًا كبيرًا".

وبشأن إذا كانت هناك جولة أخرى من المحادثات مع إيران قريبًا، أكد ترامب: "قريبًا جدًا. لا أستطيع التنبؤ بما سيحدث غدًا، أستطيع أن أؤكد لكم أن محادثات إيران تسير على ما يرام، أتمنى أن يحدث ذلك، لأنني أتمنى ألا تسقط أي قنابل ويسقط الكثير من القتلى. أتمنى حقًا أن يحدث ذلك.

وبخصوص الوضع في غزة، قال ترامب إن الولايات المتحدة منخرطة أيضًا في حوار مع كل من حماس والمسؤولين الإسرائيليين، مضيفًا: "نريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".

تهديد إسرائيلي

بينما يهدد من الاحتلال الإسرائيلي بشن هجوم سريع على المواقع النووية الإيرانية في حال انهيار المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية في الأسابيع المقبلة، وفي المقابل هددت إيران يوم الخميس الماضي، بنقل موادها النووية إلى مواقع غير معلنة لإحباط أي ضربة إسرائيلية.

وقال وزير الخارجية الإيراني: “في ظل استمرار التهديدات الصادرة عن المتطرفين الصهاينة، لن يبقى أمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية خيار سوى اتخاذ إجراءات خاصة لحماية منشآتها وموادها النووية، على أن يتم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفاصيل هذه الإجراءات لاحقًا”.

 

إيران تجدد موقفها

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، خلال حفل ذكرى تأسيس جامعة آزاد الإسلامية، إنه "إذا لم ترغب أمريكا في التفاوض معنا وفرضت الحظر علينا، فسوف نجد مئات الطرق للتغلب الحظر والمشاكل. كل ما نحتاجه هو الاتحاد والسماح للنخب والأكاديميين بالعمل في الميدان والجامعة."

كذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن بلاده لا تريد إضاعة الوقت في المفاوضات إنما المطلوب هو اتفاقية عادلة ومنصفة.

وردا على سؤال حول تفاؤل الرئيس الأمريكي بشأن المفاوضات مع إيران، قال بقائي: اذا كان هدف الجانب الأمريكي هو منع البرنامج النووي الإيراني من التحول إلى سلاح، فهذا الأمر تحصيل حاصل لأن إيران لم تسعى أبدا إلى الاستخدام العسكري للطاقة النووية. وإذا كان هناك حسن نية في هذا الطلب، فيمكننا أيضا أن نقول إننا متفائلون بشأن المفاوضات.

وأضاف أنه "في حال كان الهدف هو حرمان إيران من حقها غير القابل للتصرف، فهنا لا تعتقد إيران أن هذه العملية سوف تؤدي إلى نتائج"، مؤكدا أن المطلب الصريح للشعب الإيراني ومجتمعها هو توفير الطاقة النووية والاستخدام السلمي لكافة جوانب الطاقة النووية."

 

الموقف بشأن برنامج طهران النووي

وتريد واشنطن الحد من قدرة طهران على إنتاج أي سلاح نووي، فيما تُصر إيران على أن برنامجها النووي مُخصص للأغراض المدنية فقط، وتريد التخلص من العقوبات المطبقة على اقتصادها المعتمد على النفط.

وفي رده على التقارير التي تُفيد بإمكانية تجميد إيران للتخصيب لمدة ثلاث سنوات للتوصل إلى اتفاق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي: "إيران لن تقبل بذلك أبدًا"، مستبعدًا إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مؤقت مع الولايات المتحدة، نافيًا التقارير الإعلامية التي تُشير إلى أن اتفاقًا مؤقتًا يُنظر إليه كخطوة مؤقتة نحو اتفاق نهائي.

وأكد بقائي أن إيران تنتظر مزيدًا من التفاصيل من الوسيط عُمان بشأن توقيت الجولة السادسة من المحادثات.

وأضاف: "إذا كانت هناك نية حسنة من الجانب الأمريكي، فنحن متفائلون أيضًا، ولكن إذا كانت المفاوضات تهدف إلى كبح حقوق إيران، فلن تُسفر المحادثات عن أي نتيجة".

جاءت المحادثات قبل اجتماعٍ للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في يونيو المقبل، والذي ستُراجع خلاله الأنشطة النووية الإيرانية، وكذلك قبل انتهاء سريان اتفاق عام 2015 في أكتوبر المقبل، والذي كان يهدف إلى تبديد شكوك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في سعي إيران لامتلاك قدراتٍ نووية، وهو طموحٌ دأبت طهران على نفيه.

وحصلت إيران – بموجب الاتفاق- على تخفيفٍ للعقوبات الدولية مقابل فرض قيودٍ على برنامجها النووي، لكن الاتفاق أُلغي عام 2018 عندما انسحب ترامب من جانبٍ واحدٍ وأعاد فرض العقوبات.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة