الثلاثاء 3 يونيو 2025

تحقيقات

هل يصنع الذكاء الاصطناعي محتوى أفضل أم يسلب المؤلفين عبقريتهم؟.. خبراء تكنولوجيا يوضحون

  • 26-5-2025 | 17:28

ارشيفية

طباعة
  • إسلام علي

أحدث الذكاء الاصطناعي بصناعة المحتوى في الفترة الأخيرة، عدد من الطفرات والتي جذبت إبداع المستخدمين، لتسهل عليهم طرق إنتاج بعض الشخصيات والأفكار المرتبطة بما يشعرون ويفكرون به، ومن هنا، انطلق عدد كبير من صناع المحتوى للاتجاه بأعمالهم للذكاء الاصطناعي، سواء لإنتاج فكرتهم، وتحويلها إلى سيناريو أو حتى فيلم قصير، سواء كان عملا سينمائيا أو كرتونيا "إنيميشن".
 

ونعطي مثالا على صناعة الأفلام المتحركة، بأنواعها المختلفة، فكان صناع الأفلام يأخذون عددا ضخما من الشهور، لإنتاج عمل واحد لا يتخطى مدته من 15 إلى 30 دقيقة، والآن، يمكن بضغطة زر وبعد وضع كافة الأفكار التي تدور في ذهن المنتج، أن يتم خلق العمل بكافة محتوياته.

 

صناعة الأفلام المتحركة في عصر الذكاء الاصطناعي

أصبح الذكاء الاصطناعي المحرك الأول والأخير لصناعة الأفلام المتحركة، إذ كان في الماضي، على المخرج أو المنتج أن يقوم بتأخير استوديوهات ضخمة، مع فريق من المعدين والفنانين، بل يمكن إنتاج كل شيء في الوقت الحالي، بأيد متكاملة وبأدوات تعتمد على الخوارزميات الذكية

ويمكننا أن نعطي مثالا حيا، في  شركة  Toonstar، حيث تحدثت بدورها عن أنها استطاعت أن تنتج مسلسل رسوم متحركة، بأقل من 50 شخص فقط، على العكس أن تماما، فالمتعارف عليه، أن تلك المسلسلات "الأنيميشن" لا يقل عدد منتجيها عن  500 شخص.

 

الذكاء الاصطناعي.. أقل بالموارد والتكلفة المالية

وأضافت الشركة أنها استطاعت تسريع عجلة الإنتاج من أسابيع إلى أيام معدودة لأجل إنتاج حلقة واحدة، وبتكلفة تقل بنسبة 90% مقارنة بالوسائل التقليدية، وتشمل الأدوات التي يتم استخدامها في صناعة الأفلام، خاصة الأفلام المتحركة،

 

المزامنة التلقائية للصوت وحركات الشفاه

يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي، أن تقوم بتحويل مقطع صوتي إلى رسوم متحركة، بشكل إبداعي وواقعي، طبقا للجودة المطلوبة، والتي سوف تتطابق تماما مع الصوت.

 

توليد الرسوم من النصوص

ومع ثورة نماذج الذكاء الاصطناعي والتي نشهدها في الوقت الحالي، ومع تحديثها بشكل متواصل، يمكنها تحويل الأوصاف الدقيقة والتي يقوم المؤلف أو الصانع إلى مشاهد بصرية مرئية قابلة للتحريك.

 

الترجمة المتعددة اللغات

في خطوة تقنية متقدمة تعيد تشكيل مستقبل الترجمة الصوتية، تم تطوير نماذج صوتية ذكية قادرة على محاكاة نبرة المتحدث الأصلية بلغة مختلفة، دون الحاجة إلى تسجيلات إضافية، هذه التقنية الحديثة توفر الوقت والجهد بشكل كبير، حيث تتيح تحويل الصوت بسرعة ودقة عالية، مما يلغي الحاجة لإعادة تسجيل المحتوى بأصوات جديدة.

وتعد هذه التكنولوجيا طفرة مهمة في مجالات الإعلام، وصناعة الأفلام، والتعليم الإلكتروني، حيث تمكن من توصيل الرسائل الصوتية بلغات متعددة بنفس الطابع الصوتي الأصلي، ما يعزز من تجربة المستمع ويزيد من مصداقية المحتوى.

 

الذكاء الاصطناعي.. لتسهيل الأعمال أم لزيادة الإبداع

وتعد أدوات الذكاء الاصطناعي، أدوات إبداعية، لزيادة درجة التصميم الإبداعي لدى المصمم، هكذا تحدث المدير التنفيذي لشركة Toonstar، "الذكاء الاصطناعي لا يسرق أبدا الإبداع بل يتيح لنا أن نكون أكثر إبداعا في وقت أقل وبتكلفة أقل"، إذ أن خوارزمياته، تترك المساحة إعادة التشكيل حسبما يكون إبداع المصمم، سواء بالشخصيات أو مراجعة تعبيرات الوجه، أو تعديل مشاهد معينة.

 

آراء المتخصصين.. ماذا يرى خبراء الذكاء الاصطناعي؟

وقد صرح محمد الحارثي، المتخصص بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لوسائل إعلام خليجية، أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، بصناعة المحتوى  يمكنها أن تحاكي أصعب تعابير الوجه بالأفلام بأنواعها، حتى في اللغات واللهجات المختلفة، وأكمل: "ما كنا نعتقد أنه مستحيل في الماضي، أصبح جزءا لا يتجزأ من أدوات الفنان اليومية".

 

وفي سياق متصل، تحدث المنتج أحمد بانافع، عن أن الذكاء الاصطناعي، يعد من أهم الفرص لصناع المحتوى المستقلين في المتقبل، وأضاف: "اليوم يستطيع فريق صغير إنتاج سلسلة كرتونية بجودة تضاهي أعمال كبرى شركات الإنتاج العالمية، دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة".

 

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

ورغم كثرة نماذج الذكاء الاصطناعي، تعد أرشيفاتها الفنية، والتي تم جمعها من عدد لا حصر له من المستخدمين، دون الحصول على تراخيص، بإعادة استخدام هذا العمل أو ذلك، مرة أخرى، فذلك قد أثار غضب عدد من الفنانيين والمؤسسات الحقوقية، ولتفادي هذا النوع من المشكلات، بدأت شركات كبرى بتطوير نماذج تدريبية لا تعتمد على محتوى مفتوح المصدر، بل على رسوم مرخصة رسميًا أو من إنتاج داخلي، لضمان الملكية القانونية.

الاكثر قراءة